يمر اليوم 121 عاما على ميلاد راهبة الفن الفنانة الكبيرة أمينة رزق التى ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 15 إبريل عام 1910 ، لتكون أشهر أم فى السينما المصرية رغم أنها لم تتزوج ولم تنجب ووهبت عمرها كله للفن.
وفى حياة راهبة الفن الكثير من الأسرار والحكايات التى لا يعرفها الكثيرون والتى باحت بها فى عدد من الحوارات النادرة فى الخمسينات، والتى أوضحت خلالها الكثير من التفاصيل حول بداياتها والصدفة التى قادتها لطريق الفن.
وتحدثت الفنانة الكبيرة أمينة رزق عن سر من أسرار بدايتها الفنية فى حوار نادر لمجلة الكواكب قائلة :" حين مات أبى كانت فى مدينة طنطا عصابة خطيرة يتحرى أفرادها عن أموال المتوفين، ويسعون للاستيلاء عليها بطرق شيطانية"
وتابعت الفنانة الكبيرة :"بعد وفاة والدى فوجئت أمى بقدوم رئيس العصابة فى ملابس شيخ يقدم لها العزاء وأبدى رغبته فى التطوع لتحصيل ما لأبى من أموال عند الناس، وهو ينظر لى مؤكداً أنه سيفعل ذلك إكراماً ليتمى وطفولتى، واتفق مع أمى على أن يسافر إلى البلاد التى بها ناس عليهم ديون لأبى "
وأوضحت :" كانت النية مبيتة على أن يذهب مع أمى لتحصيل ما يمكن تحصيله من الديون، ثم يتخلص منها أثناء العودة بالقتل، ولكن حدث خلاف بين الرجل وزوجته أثناء اتفاقهما معًا على تنفيذ الخطة ، فثارت زوجته وهددته ووصل الموضوع وتفاصيل المؤامرة إلى أمى فعدلت عن السفر، ورفضت أن يدخل الشيخ بيتنا مرة أخرى"
وعن رد فعل المجرم البلطجى قالت أمينة رزق :" اعتبر الرجل ما حدث إهانة لكرامته فراح يطاردنا بتهديداته وعصابته حتى قررنا الهرب من طنطا إلى القاهرة"
وأضافت الفنانة الكبيرة :" فى حى روض الفرج استأجرنا مسكنا والتحقت بمدرسة ابتدائية وشاء الحظ أن يكون جارنا هو المرحوم الممثل أحمد عسكر الذى قدمنى أنا وخالتى أمينة محمد للأستاذ يوسف وهبى، وهكذا انضممت لفرقة رمسيس وبدأت مشوارى الفنى"
وكانت أمينة رزق فى عام 1924 أحد الوجوه الجديدة التى اكتشفها مسرح رمسيس، وكان أول دور مثلته على هذا المسرح هو دور الصبى الكسيح فى مسرحية راسبوتين.
وظلت أمينة رزق فى مسرح رمسيس عام كامل وهى تمثل أدواراً صغيرة، حتى استقالت ممثلة الفرقة الأولى وكانت وقتها الفنانة زينب صدقى، فأسندوا دورها فى رواية الذبائح إلى أمينة رزق، وكان هذا الدور نقطة التحول فى حياتها المسرحية، حيث قفز راتبها من 4 جنيهات إلى عشرين ثم ثلاثين جنيهًا حتى وصل إلى 60 جنيهًا.
أما الصدفة الثانية فى حياة أمينة رزق فكانت فى السينما، وذلك عندما سافر يوسف وهبى إلى باريس لإخراج فيلم " أولاد الذوات" وهو من أوائل الأفلام الناطقة ، وكانت بطلة الفيلم الفنانة بهيجة حافظ ، ولكن حدث خلاف بينها وبين يوسف وهبى، فأرسل الأخير من باريس برقية إلى أمينة رزق ليستدعيها للقيام بدور البطولة فى هذا الفيلم مقابل جنيه واحد كأجر يومى خلاف نفقات السفر والإقامة.
وكان هذين الدورين فى المسرح والسينما بداية طريق المجد والشهرة والنجومية للفنانة الكبيرة امينة رزق التى تصاعد أجرها حتى وصل إلى ألاف الجنيهات منتصف الخمسينات وأصبحت من أعلى الفنانات أجراً.
والغريب أن من أهم الأشياء التى ظلت الفنانة الكبيرة الوقورة تحتفظ بها طوال حياتها بدلة رقص ظهرت بها فى فيلم " الدفاع" الذى عرض عام 1935 ، وكانت تقوم فيه أمينة رزق بدور راقصة وقع فى غرامها جلال باشا المحامي الشهير ، مما تسبب فى غيرة عشيقها عباس الذي طلب منها أن تهجر الباشا وعرض عليها الزواج إلا أنها رفضت، فهددها بالقتل، ودخل جلال في هذه اللحظة ، وحدثت مشادة بين الباشا الذى جسد شخصيته يوسف وهبى وبين عباس وقام بدوره الفنان أنور وجدى لتنطلق صاصة تصيب الراقصة فتموت.
وعندما قامت أمينة رزق بتصوير مشهد استعراضى خارج الاستديو وهى ترتدى هذه البدلة كان الجو شديد البرودة ، وشعرت الفنانة الكبيرة بأن أطرافها تتجمد، حتى كادت تصاب بالتهاب رئوى، وظلت الفنانة الكبيرة تحتفظ ببدلة الرقص التى ارتدتها فى الفيلم طوال حياتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة