"البداية والنهاية" لابن كثير واحد من أهم وأكثر المصادر الإسلامية عبر تاريخ الدعوة، وهو عمل موسوعى تاريخى مؤلف من 21 جزءا، يعد من الأعمال المؤسسة فى التاريخ الدينى، ألفه العلامة ابن كثير إسماعيل بن عمر الدمشقى.
والكتاب عرض للتاريخ منذ بدء الخلق إلى نهايته يبدأ ببداية خلق السماوات والأرض، والملائكة إلى خلق آدم، ثم يتطرق إلى قصص الأنبياء مختصرًا ثم تفصيلا فى الأحداث التاريخية منذ مبعث النبى محمد صلى الله عليه وسلم حتى سنة 768 هـ بطريقة التبويب على السنوات، وتبدأ السنة بقوله "ثم دخلت سنة" ثم يسرد الأحداث التاريخية فيها، ثم يذكر أبرز من توفوا فى هذه السنة، أما جزء النهاية ففيه علامات الساعة حتى يوم الحساب بالتفصيل، وصولا إلى القرن الثامن الهجرى، والأجزاء الأخيرة ذكر فيها "(الفتن والملاحم) خبر الأبلة، علامات الساعة، يوم القيامة، والأحاديث القدسية".
وبحسب ما ذكره ابن كثير فى مقدمة الكتاب نفسه، فإن الموسوعة التاريخية تحتوى "مبدأ المخلوقات: من خلق العرش والكرسى والسماوات، والأرضين، وقصص النبيين، حتى تنتهى النبوة إلى أيام نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه، ثم نذكر ما بعد ذلك إلى زماننا، ونذكر الفتن والملاحم وأشراط الساعة، ثم البعث والنشور وأهوال القيامة، وما ورد فى ذلك من الكتاب والسنة والآثار والأخبار المنقولة المعقولة عند العلماء وورثة الأنبياء".
ومؤلف كتاب البداية والنهاية هو ابن كثير عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر الشافعى الدمشقى، ولد فى مجدل التابعة إلى مدينة دمشق، وذلك فى عام 701 هـ، وعاش يتيما بعدَ أن توفّى والده وهو فى عمر العامين، وقد حفظ القرآن الكريم وهو فى سنٍ صغيرة، وتتلمذ على يد كمال الدين ابن قاضى شهية وبرهان الدين الفزارى، وقد كان مسئولا عن عدد من المدارس العلمية، مثل: المدرسة الصالحية والدار الحديث الأشرفية والمدرسة النجيبية والمدرسة النورية الكبرى والمدرسة التنكرية، وقد توفى فى عام 774 هـ، ودفن إلى جانب ابن تيمية، وله العديدُ من المصنفات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة