يبدو أن ذكر القيادى الإخوانى سيد قطب، الأب الروحى للجماعة الإرهابية ومؤسس الفكر القطبى المتطرف لا يغيب عن الذكر طالما ذكر الإرهاب والتكفير والتطرف الدينى، حيث دائما ما يصنف القطب الإخوانى الشهير بأنه زعيم الحركات الإسلامية، ومنظر الجماعات التفكيرية الأول.
وخلال أحداث مسلسلى "الاختيار 2" و"القاهرة كابول" خلال سباق مسلسلات رمضان 2021، ذكر اسم سيد قطب في أكثر من موضوع عند الحديث عن أسباب انتشار الفكر المتطرف وعن الأفكار التي يرجع إليها المتطرفون، كما استشهد العملان بأحد كتبه وهو "معالم في الطريق" الذى يوصف بأنه دستور جماعة الإخوان الإرهابية.
الضابط محمد مبروك يستعرض أفكار سيد قطب المتطرفة بمسلسل الاختيار 2
كتاب معالم في الطريق ظهر فى مسلسل القاهرة كابول
ورغم بداية "قطب" المختلفة كناقد وروائى لكنه تحول إلى النقيض وأصبح واحدا من أكثر منظرى العنف والتكفير فى تاريخ حركات الإسلام السياسى، وحتى الآن يتم النظر إليه داخل تلك الجماعات كمرجع مهم ورئيسى.
فى عام 1954 تم اعتقال سيد قطب بسبب صلته التى كانت قد توثقت مع الإخوان الإرهابية فقام فى سجنه باستكمال كتابه تفسير الظلال فى طبعته الأولى، وبعد أن صهر قطب تجاربه كلها خرج لنا مشروعه الفكرى الأخير فقام بإصدار طبعة جديدة منقحة بمنهج يختلف عن الطبعة الأولى ركز فيها على المعانى والتوجيهات الحركية والدعوية والجهادية فى القرآن.
عرض أفكار سيد قطب التكفيرية فى الاختيار 2
ووضع قطب فى طبعته المنقحة تصورات جهادية فاضل فيها بين مجتمع الإيمان ومجتمعات الجاهلية، ومن صفحات الظلال خرج للمطبعة كتابا مثيرا كان له أكبر الأثر في تكوين جماعات العنف فيما بعد ألا وهو كتاب "معالم في الطريق" الذي كانت لتجربة قطب في أمريكا أثر كبير فى بلورة أفكاره لأنه رأى أن حضارة الغرب أصبحت غير مؤهلة لقيادة البشرية وأنه لا يوجد قواسم حضارية مشتركة.
وكانت كتابات المودودى هى المفاتيح السرية التى فتح بها "قطب" بابا جديدا للحركة الإسلامية في مصر والعالم الإسلامي، حيث تأثر سيد قطب بتقسيمات المودودي لمجتمع الهند إلى أهل جاهلية وأهل الإيمان، لكن في مصر الطبيعة مختلفة ورغم ذلك أخذ قطب هذه الأفكار المودودية ومصرها أي طبقها على مصر حيث رأى من خلال هذه الأفكار أنه لا يمكن إقامة دولة إسلامية كاملة تستعيد ملامح دولة "الخلافة" الإسلامية الراشدة إلا من خلال تنظيم قوي محكم يعمل في السر وليس فى العلن ولا تكون الدعوة المفتوحة من أولوياته، لكنها قد تكون من وسائله لكن الأهم هو التنظيم والآلية العسكرية، حيث استفاد سيد قطب من أفكار النظام الخاص فى جماعة الإخوان، حيث وجد فى هذا النظام هو المؤهل لصنع هذا التنظيم ولم يعول على جماعة الإخوان المدنية وجعل قطب من رسالة التعاليم لحسن البنا التى خصصها للنظام الخاص، وهى السمع والطاعة والثقة المطلقة فى القيادة، الدستور الرسمى لجماعته الخاصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة