نشاهد، اليوم، صورة فوتوغرافية جميلة محملة بالحنين لكل أبناء الريف الذين عاشوا فى القرن الماضى، إنها صورة جمل وجمَّال، كان الجمل وحتى نهاية القرن العشرين أحد أصدقاء الفلاح المصرى يساعده فى عمله فيحمل عنه أُثقاله ويهب معه إلى حقله، والصورة التى أمامنا توضح لنا هذه العلاقة، فالجمل يحمل "قش القمح" فى الطريق لتجميعه فى "الجرن" استعدادًا لدرسه.
وأعتقد أن المصريين لم يعرفوا الجِمال فى وقت مبكر من حياتهم، فهو حيوان صحراوى، وفى ظنى أنه جاء مع العرب، بعدما دخل الإسلام مصر، لكن لا أعرف تحديدا متى تم اسئناسه فى الحقول، وصار يسكن فى بيوت الفلاحين يساعدهم ويساعدونه. ويملك التراث الشعبى حكايات كثيرة عن الجمل، حكايات فيها عن الإخلاص وفيها عن الغدر، وفيها عن مدى تأثر هذا الحيوان الضخم وطيبة قلبه.
عنى نفسى كنت أخافه جدا فى ضغرى، لأننى أذكر فى ذات مرة وكنا نلعب فى وقت حضاد القمح واقتربت طفلة كانت تلعب معنا من جمل نائم وظلت تضايقه، فما كان منه إلا أن أمسكها بفمه من شعرها ورفعها عن الأرض، وراح الناس يتحايلون عليه كى يطلقها ويسامحها، وبعد وقت هدأ وأطلقها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة