تحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها باليوم العالمي للملاريا في 25 أبريل من كل عام، وعلى الرغم من التحديات التي تمثلها جائحة كورونا، أبلغ عدد من هذه البلدان عن عدم وجود حالات ملاريا في عام 2020، بينما أحرز البعض الآخر تقدمًا مثيرًا للإعجاب في رحلتهم نحو التخلص من الملاريا.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها اليوم، في مواجهة التهديد المزدوج المتمثل في مقاومة العقاقير المضادة للملاريا وفيروس كورونا، تسعى منظمة الصحة العالمية للقضاء على الملاريا في 25 بلداً بحلول عام 2025، تهنئ منظمة الصحة العالمية العدد المتزايد من البلدان التي تكاد تقضي على الملاريا وتتوصل إلى القضاء عليها.
أشارت التقديرات إلى وجود 229 مليون حالة إصابة بالملاريا، و409 ألف حالة وفاة مرتبطة بالملاريا في 87 بلداً في عام 2019، وظل الأطفال دون سن الخامسة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يمثلون حوالى ثلثي الوفيات الناجمة عن هذا المرض في العالم.
وقالت المنظمة: يحمّل الإقليم الأفريقي للمنظمة 94% من مجموع حالات الإصابة بالملاريا والوفاة الناجمة عنها في العالم في عام 2019، ويوجد حوالى 3% من حالات الإصابة بالملاريا المسجلة خلال عام 2019 في إقليم جنوب شرق آسيا للمنظمة ونسبة 2% منها في إقليم شرق المتوسط للمنظمة، أما إقليم غرب المحيط الهادئ وإقليم الأمريكتين للمنظمة فسجّل كل منهما أقل من 1% من مجموع الحالات.
الغاية المنشودة: القضاء على الملاريا
على الرغم من توقف التقدم المحرز في التصدي للملاريا على الصعيد العالمي في السنوات الأخيرة، فإن هناك عدداً متنامياً من البلدان ذات عبء الملاريا المنخفض يكاد يحقق الغاية المنشودة المتمثلة في القضاء على انتقال الملاريا ويتوصل إلى تحقيقها.
وأضافت، لقد أبلغ 24 بلداً في الفترة بين عامي 2000 و2020 عن عدم وجود أي حالات محلية المنشأ للإصابة بالملاريا خلال 3 سنوات أو أكثر، وهذه البلدان هي الجزائر والأرجنيتن وأرمينيا وأذربيجان، والصين ومصر والسلفادور وجورجيا وجمهورية إيران الإسلامية والعراق وكازاخستان، وماليزيا والمغرب وعمان وباراجواي وسريلانكا والجمهورية العربية السورية، وطاجيكستان، وتركيا وتركمانستان وأوزبكستان والإمارات العربية المتحدة.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم جيبريسوس، المدير العام للمنظمة: "كان عبء الملاريا الذي تحمّله في وقت من الأوقات العديد من البلدان التي نعترف بها اليوم ثقيلاً جداً، وقد حققت هذه البلدان إنجازاتها بصعوبة بعد العمل المنسق على مدى عقود فقط، وأظهرت معاً للعالم أن القضاء على الملاريا هدف قابل للتحقيق بالنسبة لجميع البلدان.
العوامل الرئيسية المحركة للنجاح..
على الرغم من المسار الفريد من نوعه الذي يتبعه كل بلد للقضاء على المرض، لوحظت عوامل مشتركة محركة للنجاح في جميع الأقاليم.
وقال الدكتور بيدرو ألونسو، مدير البرنامج العالمي لمكافحة الملاريا في المنظمة: "إن محرك النجاح هو في المقام الأول الالتزام السياسي بالقضاء على المرض داخل بلد تتوطنه الملاريا، ويجسَّد هذا الالتزام في توفير تمويل محلي يستمر في الغالب خلال عدة عقود حتى بعد خلو بلد من الملاريا.
وأضاف، إن معظم البلدان التي تتمكن من القضاء على الملاريا هي بلدان لديها نظم متينة للرعاية الصحية الأولية تضمن إتاحة خدمات الوقاية من الملاريا وتشخيصها وعلاجها دون مواجهة أي صعوبات مالية لجميع الأشخاص المقيمين داخل أراضيها بصرف النظر عن جنسيتهم أو وضعهم القانوني.
وأضاف، تعتبر نظم البيانات المتينة أيضاً من العوامل الرئيسية للنجاح إلى جانب المشاركة المجتمعية الراسخة، وقد اعتمدت عدة بلدان تتخلص من الملاريا على شبكات مخصصة من العاملين الصحيين المتطوعين للكشف عن المرض وعلاجه في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها.
وقالت المنظمة، في إطار مبادرة القضاء على الملاريا بحلول عام 2020 والتي بدأت في عام 2017 دعمت المنظمة 21 بلداً في سعيه إلى القضاء على جميع حالات الإصابة بالملاريا بحلول عام 2020، ويلخص تقرير جديد صادر عن المنظمة التقدم المحرز والدورس المستخلصة في هذه البلدان على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وبناء على الإنجازات المحققة في إطار مبادرة القضاء على الملاريا بحلول عام 2020، حددت المنظمة مجموعة جديدة من البلدان مكونة من 25 بلداً بإمكانه القضاء على الملاريا في غضون 5 سنوات، وفي إطار مبادرة القضاء على الملاريا بحلول عام 2025 المستهلة اليوم، ستحصل هذه البلدان على الدعم المتخصص والإرشاد التقني في سعيها إلى بلوغ الغاية المتمثلة في القضاء على الملاريا.
التصدي للملاريا أثناء جائحة كورونا..
طرح ظهور كورونا تحديات خطيرة في إطار التصدي للملاريا في العالم في عام 2020، ومنذ بداية الجائحة، حثت المنظمة البلدان على الحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية، بما فيها خدمات مكافحة الملاريا، بالحرص في الوقت ذاته على حماية المجتمعات المحلية والعاملين الصحيين من انتقال كورونا.
وتلبيةً للنداء، اتخذت عدة بلدان تتوطنها الملاريا إجراءات مثيرة للإعجاب للاستجابة للجائحة بتكييف طرق توفير خدمات مكافحة الملاريا فيها مع القيود التي فرضتها الحكومات بسبب كورونا وبفضل هذه الجهود المبذولة تسنى على الأرجح تجنب أسوأ سيناريو، وتبيّن من التحليل أنه من المحتمل أن يتضاعف عدد حالات الوفاة الناجمة عن الملاريا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في عام 2020 مقارنة بعام 2018 إذا تقلصت فرص الحصول على الناموسيات والأدوية المضادة للملاريا تقلصاً شديداً.
وعلى الرغم من ذلك، ما زالت الخدمات الصحية تخضع لتعطيل كبير على نطاق العالم بعد مضي أكثر من عام على ظهور الجائحة، ووفقاً لنتائج استقصاء جديد أجرته المنظمة، بلّغ حوالي ثلث البلدان في العالم عن تعطيل خدمات الوقاية من الملاريا وتشخيصها وعلاجها خلال الفصل الأول من عام 2021.
وأدت تدابير الإغلاق والقيود المفروضة على حركة الأشخاص والسلع في عدة بلدان إلى التأخير في توفير الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات وشن حملات رش مبيدات الحشرات في الأماكن المغلقة، وتعطلت خدمات تشخيص الملاريا وعلاجها نظراً إلى عجز العديد من الأشخاص عن التماس الرعاية في المرافق الصحية أو عدم رغبتهم في التماسها.
وتدعو المنظمة جميع الأشخاص المقيمين في بلدان متضررة من الملاريا إلى التغلب على مخاوفهم إذ ينبغي للمصابين بالحمى الذهاب إلى أقرب مرفق صحي للخضوع لفحص تحري الملاريا والحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها في سياق البروتوكولات الوطنية لمكافحة كورونا .