كل الدلائل تؤكد ارتفاع نسبة إصابات فيروس كورونا، وبنسب قد تتجاوز الأرقام والإحصائيات التى يتم إعلانها يوميا، وهذا مرجعه إلى أن من يتلقون العلاج فى المنازل والعيادات الخاصة لا يتم تسجيلهم فى إحصائيات وزارة الصحة. والواقع أن اللجنة العلمية لمكافحة الفيروس، أعلنت منذ يناير الماضى، أنها تتوقع ارتفاع الإصابات فى شهرى مارس وإبريل، لكن هذه التوقعات لم تنعكس فى حملات إعلامية ودعائية تشرح للمواطنين خطر التساهل مع الإجراءات الاحترازية.
اللافت للنظر أن هناك تنوعا غريبا فى التعامل مع الفيروس، الشارع والتجمعات والمواصلات العامة لم تعد تخضع لمتابعة مستمرة، ولم تعد الكمامة تظهر كثيرًا فى الشارع، وأغلب المخاوف والتحذيرات والمطالبات، على مواقع التواصل والتى تشهد تفاعلات وإعادة نشر لتقارير ومعلومات بعضها قديم، فى المقابل لا تجد فى الواقع ترجمة لمخاوف السوشيال ميديا فى الواقع، وزيرة الصحة، هالة زايد، قالت إن شهر إبريل يشهد زيادة فى عدد حالات الإصابة بكورونا، وأن الموجة الثالثة من فيروس كورونا تشهد زيادة 10% فى الإصابات و7% من الوفيات عن الموجتين الأولى والثانية، وأنه تم تخصيص 50% من المستشفيات لعلاج كورونا، ويوجد سعة سريرية بنسبة 47%.
هذه الأرقام تبدو مطمئنة، وهناك تصورات بأرقام أكثر من ذلك، مع وجود محافظات فى الصعيد والوجه البحرى تعانى من إشغال كامل الأماكن فى المستشفيات، وهناك مؤشرات أخرى من حجم الوفيات على مواقع التواصل وفى دوائر علمية وطبية ومعارف، كلها تؤكد بالفعل أننا فى ذروة موجة من الإصابات، وأننا لا نود الدخول فى مراحل نفقد فيها السيطرة على الأوضاع.
من البداية قلنا إن الإصابات فى مصر قد تكون متوسطة، لكنها لا تستدعى التراخى، ولكن التعامل بلا تهوين ولا تهويل، خاصة أننا نتابع ما يجرى فى العالم، ونرى انفجارات فى نسبة الإصابات والوفيات، فى الهند والتى تتجاوز 2600 وفاة يوميًا، فضلًا عن إصابات وتصاعد أزمات نقص الأكسجين الطبى، والفيروس يتزايد فى العالم كله، ويتم الإعلان عن طفرات وسلالات مختلفة، فضلًا عن تراجع بعض التصورات الطبية حول الفيروس، أهمها أن تكرار الإصابة وارد، وأن مناعة البلازما أمر ليس حقيقيًا.
فى مصر هناك انقسام متكرر فى الآراء، هناك من عادوا ليطالبوا بإجراءات حظر تجول لمنع تفشى الفيروس، أو على الأقل عزل بعض المحافظات والمدن ذات الإصابات المرتفعة، مع وجود تحذيرات ومخاوف من أن ينهار النظام الطبى، مثلما حدث مع دول متقدمة أو عربية، ما أدى لإجراءات عزل وحظر. فى المقابل هناك من يؤكد أن الحظر والعزل للقرى والمدن قد يسبب فزعا أكبر، وأن تخطى الموجتين الأولى والثانية للفيروس، أعطت نوعًا من الاطمئنان لقدرة المجتمع على مواجهة الفيروس.
لكن هذا التصور يعطى شعورًا مزيفًا من الثقة، وأن الإعلام لا يعكس حجم الخوف وواقع الإصابات وانتشار الفيروس، وحتى هذا ينعكس فى انخفاض أعداد من يسجلون لتلقى اللقاح، والذين لم يتجاوزوا مليون ونصف المليون، من بين 38 مليون يفترض أن يتلقوا اللقاح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة