كان حى الحسين قديماً ملتقى أدبى وفنى وثقافى للنجوم وخاصة خلال شهر رمضان، يسهرون ويلتقون فيه دائماً ويناقشون أحوالهم، كما ولدت فيه العديد من الروائع.
وكان كبار نجوم الفن والأدب ولثقافة يجتمعون يومياً فى رمضان على مقاهى الحسين الذى كان أهل الفن والثقافة يطلقون عليه الحى اللاتينى، وخاصة قهوة الفيشاوى التى شهدت العديد من هذه الاجتماعات.
واعتاد أن يحضر هذه اللقاءات العديد من مجاذيب الحسين الذين نشأت بينهم وبين أهل الفن والثقافة من مرتادى مقهى الفيشاوى علاقات صداقة، وكتبت الصحف والمجلات خلال فترة الأربعينات والخمسينات عن أجواء هذه اللقاءات.
وكان المخرج نيازى مصطفى من مرتادى مقهى الفيشاوى وجذبته وجوه المجاذيب المعبرة، والتى لم تلعب بها يد الماكيير، وكان وقتها يعمل فى إخراج فيلم "رابحة"، بطولة كوكا وبدر لاما ونجمة إبراهيم، وفى اليوم التالى أرسل الريجيسير إلى المقهى فى سيارة كبيرة ليدعو المجاذيب للعمل فى الفيلم، إلا أن المجاذيب أمسكوا بالريجيسير وضربوه ضرباً مبرحاً، وهرب الرجل وأقسم للمخرج نيازى مصطفى برأس أبيه أنه لن يعود.
ولكن نيازى مصطفى لم ييأس واخذ سيارة لورى كبيرة وملأها بأطباق اللحم والفتة وذهب بنفسه ووقف أمام مقهى المجاذيب، الذين سارعوا يهجمون على السيارة لالتهام الطعام، وهنا أمر نيازى مصطفى السائق أن ينطلق بالسيارة التى امتلأت بالمجاذيب إلى ستديو الأهرام، وهناك أعد لهم مائدة أخرى أغرتهم بالبقاء وتنفيذ رغبة نيازى مصطفى والظهور فى فيلمه.
وعندما انتهى نيازى مصطفى من تصوير المشهد أراد أن يكافئ المجاذيب بمكافأت مالية ولكنهم رفضوا رفضاً قاطعاً، ولم يد لمخرج الكبير طريقة لمكافأتهم بهم سوى شراء كمية كبيرة من قماش البفتة وأعطى كل منهم ما يكفى جلباباً جديداً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة