تمر حركة النهضة الإخوانية التونسية بأزمة سياسية طاحنة، بسبب الخلاف القائم بينها وبين عدد كبير مؤسسات الدولة فى تونس، ومن المتوقع أن تزدد أزمة تونس أزمات، حيث جاءت الرياح بما لا تشتهى سفن "النهضة"، واعترف أحد قادة حركة النهضة من الشباب ومدبر عملية باب سويقة التى صنفها الرئيس الراحل زين العابدين بن على، بأنها إرهابية، بقيام حركة النهضة بالعملية، وشمل هذه الاعتراف ذكر أسماء قيادات سابقة فى حركة النهضة كعبد الحميد الجلاصى، الذى أكد صحة العملية الإرهابية وقدم اعتذرا للشعب التونسى.
وتأتي هذه الاعترافات مع ما كشفه وزير تونسى سابق عن امتلاك حركة النهضة -إخوان تونس- لأربع قنوات إعلامية تحمل شبهة تبييض أموال، أو غسيل سمعة الإخوان.
كل هذه المشاهد جنبا إلى جنب تضع الجرائم التى ارتكبتها حركة النهضة أمام أعين الشعب التونسى وهو ما يعجل بسقوط الحركة وفقا لما أكد مراقبين للمشاهد السياسى التونسى.
واعترف قيادى سابق بحركة النهضة -إخوان تونس- بالأعمال الإرهابية لحركة النهضة مقدما اعتذارا للشعب التونسى، وقال عبد الحميد الجلاصى القيادى السابق بحركة النهضة بتصريحات إذاعية،: "أنا أتحمل المسؤولة السیاسیة والأخلاقیة لما حدث خلال تلك العملية بباب سویقة، واعتذر للتونسیین على ذلك".
وتعليقا عن اعترافات أحد قادة حركة النهضة من الشباب ومدبر عملية باب سويقة التى صنفت بأنها "إرهابية"، وذكر خلالها اسم عبد الحميد الجلاصى، قال القیادي السابق بحركة النهضة عبد الحمید الجلاصي:"من الطبیعي أن یتحدّث عنّي ویذكرني كریم عبد السلام في شهادته بخصوص الحادثة بما أنّني كنت قیادیا في حركة النهضة بین سنتني 1988 و1991"، مضيفا :"أنا أتحمل المسئولية السیاسیة والأخلاقیة لما حدث خلال تلك العملیة واعتذر للتونسیین على ذلك".
وكان كريم عبد السلام، أحد قادة حركة النهضة من الشباب ومدبر عملية باب سويقة، كشف فى حديث لإذاعة شمس إف إم التونسية ما يفيد بتورط قيادات حالية فى حركة النهضة التونسية بعملية إرهابية قبل 3 عقود.
وأكد كريم عبد السلام، مدبر عملية "باب سويقة" وأحد قادة شباب "النهضة"، تورط قيادات حالية بالحزب في أحداث العنف التي تعود لسنة 1991، والتي نتج عنها حرق حارسي مقر حزب "التجمع الدستوري الديمقراطي" الحاكم آنذاك، علاوة على إعدام 3 من شباب "النهضة"، وفق موقع الإذاعة التونسية.
وأضاف أن العملية "كانت من تدبير قيادات الحركة، ومن تنفيذ شبابها"، وبرر عدم العودة إلى هذا الملف الساخن، وعدم البحث عن رفات من أُعدموا في تلك الفترة، بتورط بعض قيادات "النهضة" في تلك الأحداث، موضحا أن وزير العدل السابق نور الدين البحيري لم يطرح هذا الملف.
عبد الحميد الجلاصي، هو أحد أبرز قياديي حركة النهضة التونسية، وأعلن استقالته من الحركة فى 2020، وانتقد الجلاصى وجود اسم راشد الغنوشى على رأس الحركة لمدة خمسة عقود، وقال إنه يرفض أن يكون "شريكا في هذه المسرحية".
فيما كشف الوزير التونسي السابق محمد عبو، والقيادى السابق بالتيار الديمقراطي التونسى عن امتلاك حركة النهضة -إخوان تونس- لأربع قنوات إعلامية تحمل شبهة تبييض أموال، أو غسيل سمعة الإخوان.
وأشار "عبو" الذى اعتزال الحياة السياسية في أواخر العام الماضي، أن هناك جرائم مالية ارتكبتها حركة النهضة وزعيمها الغنوشي بعد سقوط نظام بن علي، مؤكدا أن جميع ملفات الفساد المتعلقة بعائلة زعيم إخوان تونس، تمت إحالتها على القضاء للنظر فيها وكشف ملابساتها الغامضة.
وقال "عبو" في تصريحات نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك":"رأيي معروف، النهضة تنظيم خطير على مصلحة الدولة، والتيار الديمقراطى كان متزنا معها منذ تأسيسه وفى السنوات الأولى للثورة، خشية على المسار الديمقراطي، مع استمرار نقدها من أجل تمويلاتها غير الشرعية ووضع اليد على الإدارة والقضاء، وضربت مصداقيته لدى أغلبية، صعب عليها أن تفهم أن الدوافع مبدئية، وانتهى الأمر ببدعة أتحمل مسؤوليتها، وهي الحكم مع طرف متورط فى الفساد لمقاومة فساد الجميع ومنه فساد هذا الطرف، ليتم الأمر بإسقاط أول حكومة جادة في رغبتها في فرض القانون ومكافحة الفساد والحفاظ على التوازنات المالية للدولة بعيدا عن كل شعبوية، وكان سبب إسقاطها الأول هو التيار الديمقراطي، ففيما سيتم الحوار معها؟!
وأكد "عبو" أن حركة النهضة تسببت في إفساد المشهد التونسى، وتسببت في إفساد المناخ العام في البلاد، وهذا لا أتصور أن تياريا يمكن الآن أن يدفع فيه، كما أتمنى عدم مشاركة حركة الشعب والأحزاب التي لا تدور في فلك الانتهازية، إذا ما طرحت عليهم المشاركة معها، مختمما تصريحاته بقول:"ما أناضل من أجله ما حييت هو دولة قوية وعادلة، دونها لن تنجح برامج ولن تفعل شعارات.