مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المرتقبة، فى 18 يونيو المقبل، تتبلور يوما تلو الأخر خريطة المرشحين المحتملين، إذ بدأت ملامحها تتكشف مع إعلان بعض الشخصيات السياسية الإيرانية والعسكرية أيضا استعدادها لخوض السباق الانتخابى، وتسجيل أسمائها فى الموعد المقرر لفتح باب الترشح، والذى سيبدأ 11 مايو المقبل ولمدة 5 أيام.
شخصيات عديدة أعلنت صراحة اعتزامها الترشح فى الانتخابات الثالثة عشرة لرئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وآخرون لاتزال هناك تكهنات حول قرار ترشحهم، ويمكن تقسيم هؤلاء إلى مرشحين مدنيين من الشخصيات السياسية، وعسكريين من داخل مؤسسة الحرس الثورى، وهى إحدى السمات التى تميز الانتخابات الرئاسية هذه الدورة رغم منع مؤسس الجمهورية آية الله الخمينى المؤسسة العسكرية من الانخراط فى عالم السياسة.
وفى مقدمة هؤلاء 3 من قياديو الحرس بحسب وسائل إعلام إيرانية، وهم حسين دهقان ويعد عضو بالحرس الثورى الإيرانى منذ ما يقرب من 41 عاما، حيث بدأ نشاطه العسكرى عام 1979 بالانضمام إلى الحرس الثوري وكان عضواً فيه خلال الحرب العراقية الإيرانية. حاصل على الدكتوراه في الإدارة العامة من جامعة طهران، وتولى قيادة القوات الجوية التابعة للحرس الثورى لفترة بدأت عام 1990.ويعد مستشار المرشد الأعلى العسكرى.
حسين دهقان
وشغل دهقان، منصب رئيس مؤسسة الشهيد فى حكومة الرئيس السابق المتشدد أحمدي نجاد لفترة ، ثم فى الحكومة الأولى لحسن روحاني، أصبح وزيراً للدفاع بين عامى 2013 – 2017، وكان نائبا لوزير الدفاع خلال فترة رئاسة أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمى.
أما الثانى وهو سعيد محمد، الذى منصب قائد مقر "خاتم الأنبياء" التابع للحرس الثورى والمدرج على قائمة العقوبات الأمريكية، وقد وصل إلى هذا المنصب بعدما كان تولى رئاسة مجموعة أطلس الإيرانية التابعة للمؤسسة التعاونية للحرس. وقد أعلن استقالته من هذا المنصب في 7 مارس الجاري استعداداً للانتخابات. وقال سعيد في مقطع فيديو أنه مازل لا يعرف سيمثل أى تيار سياسي، وأضاف "أمامي طريق صعب ، لكنني سأمضي قدمًا بحزم".
سعيد
لكن تبرأت منه مؤسسة الحرس، حيث أكد اللواء يد الله جواني، المساعد السياسي لقائد الحرس الثوري الإيراني، أن الحرس الثوري لا يدعم أي مرشح، مشيرا إلى عزل "سعيد محمد" من منصبه، كقائد لمقر خاتم الأنبياء للإعمار، لأنه "تجاوز قوانين الحرس فيما يتعلق بالترشح للانتخابات".
والثالث هو المرشح الاعتيادى فى أغلب الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وهو محسن رضائى، الذى كان قائدا للحرس الثوري لمدة 16 عاما، وترشح عدة مرات فى الانتخابات فى الدورات المتتالية ( 2005- 2009- 2013) وخسر فى الدورتين الأخيرة وانسحب فى الأولى، لكنه يقول من المبكر الحديث عن خوضه المعترك الانتخابى.
رضائى
وهناك وجوه آخرى، يتردد حديثا فى الأوساط السياسية الإيرانية والصحفية عزمهم الترشح، بينهم سعيد جليلى المفاوض النووى السابق الذى خدم فى الحرس الثورى وشارك فى الحرب العراقية الايرانية وانسحب فى انتخابات 2013 الرئاسية لعدم امتلاكه حظوظ للفوز.
وآخرون بينهم سید ابراهیم رئیسی رئيس السلطة القضائية والمرشح الرئاسى السابق، الذى خسر السباق أمام حسن روحانى فى 2017، ويبلغ رئيسي من العمر 58 عاماً، ومحمدباقر قالیباف وهو رئسي البرلمان الحالى وعضو الحرس الثورى ورئيس بلدية طهران السابق، پرویز فتاح رئيس "مؤسسة المستضعفين" ، وعلیرضا زاکانی، مهرداد بذرپاش، علی نیکزاد و محمد قمی".
ومن أبرز الشخصيات السياسية الأخرى، كان النائب السابق المعتدل على مطهرى البالغ 63 عاما من عمره، والذى أكد عزمه للترشح، وكان استبعد مجلس صيانة الدستور المعنى بقبول المرشحين من الانتخابات البرلمانية فبراير 2020، ويعتقد أنه لا يوجد سبب لاستبعاده من الانتخابات الرئاسية الحالية، ويرى أنه دخل ساحة الانتخابات بشكل مستقل عن التيارات السياسية قائلا : "اعتقد اننى الأصلح".
وتثير أفكار مطهري المرشح المحتمل، ضجة فى إيران، ومؤخرا اعتبر أن من مصلحة بلاده إقامة علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة وقال مطهري، في كلمة انتخابية ألقاها "بإمكاننا أن نتمتع بلوبي قوي داخل الكونجرس الأمريكي لو أصبحت علاقاتنا اعتيادية".وتابع: "الأصل عند البعض في الداخل هو الوقوف بوجه أمريكا حتى تدميرها... نحن ارتكبنا الكثير من الأخطاء في العلاقة مع واشنطن.. لو أصبحت رئيسا للجمهورية سأحسن العلاقات مع أمريكا".
مطهري
ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، يعد من الشخصيات الذين قد يتجه التيار الإصلاحي إلى دعم ترشحهم في الانتخابات الرئاسية إلى جانب رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، إضافة إلى حسن الخميني، حفيد الخميني، ومحمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، وإسحاق جهانجيري نائب الرئيس الحالي، وحسن سبحانى النائب الأسبق واستاذ الاقتصاد بجامعة طهران.
لكن كل هؤلاء بحاجة لموافقة مجلس صيانة الدستور، بعد تسجيل أسمائهم كى يتمكنوا من خوض السباق بشكل رسمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة