واحد من المشروبات المميزة فى شهر رمضان المبارك هو الخشاف الذي يحبه الصائمون، لأنه يخلصهم من الشعور بالعطش كونه يحتوى على التمر، وهو عبارة عن الفواكه المجففة والتمر أو قمر الدين المنقوع بالماء، وهناك نوع آخر تضاف إليه المكسرات المنقوعة بالماء والمقشرة والمطيبة بالمستكة وماء الورد.
وبحسب كتاب "شهر رمضان فى الجاهلية والإسلام" للكتاب أحمد المنزلاوى، فإن كلمة الخشاف هى كلمة تركية أو فارسية، تطلق على منقوع التمر المضاف إليه التين والزبيب وغيره من الإضافات السابق ذكرها، وكلمة خشاف باللغة التركية تعنى منقوع التمر، وخوش آب بالفارسية تعنى الشراب الحلو أو العصير، كما أن الكلمة لها أصل فى اللغة العربية وتعنى الثمار الجافة أو اليابسة، كالتمر والتين ونحوهما.
بدأ المصريون شراء الياميش رمضان خلال عهد الدولة الفاطمية فى الفترة 365 - 567 هـ والتى حكمت مصر لمدة قرنين متواصلين، وكانت وكالة قوصون بشارع باب النصر أشهر أسواق بيع الياميش فى مصر خلال القرن الثامن الهجرى، ويأتى إليها التجارمن الشام ومعهم بضاعتهم ، لبيعها قبل حلول الشهر الكريم، ثم انتقل سوق الياميش فى القرن التاسع الهجرى إلى الجمالية ثم وكالة البلح ببولاق أبو العلا ، ثم ساحل روض الفرج.
وبحسب كتيب "دمشق.. أقدم عاصمة فى العالم" الصادر عن دار قتيبة، فإن الخشاف ظهر فى العصر العثمانى، وكان يطلق على من يبيع الخشاف لقب "الخشيفاتى" وهى كانت منتشرة وقتها، وكانت هناك أسواق مشتهرة بها كسوق باب الجابية بدمشق.
وبحسب ما تذكره موسوعة "موضوع" المعلوماتية يقال إن المصريين نقلوا إعداده من الأتراك، حتى بات مشروب الخشاف فى مصر المشروب الرسمى لشهر رمضان وعند حلول الآذان، حيث أغلب العامة يقومون بتناول مشروب الخشاف والتوجه لقيام الصلاة ثم العودة للبدء فى وجبة الإفطار الأساسية.