يستيقظ عم سيد كل صباح مبكرا مترجلا على قدمين ذاهبا إلى ورشة والده والتى يصل عمرها إلى أكثر من 60 عاما كأحد أقدم ورش المكواه الرجل بمدينة الفشن أقصى جنوب محافظة بنى سويف.
رفض عم سيد كل إجراءات التكنولوجيا الحديثة ورفض أيضا مطالب بعض أقاربه بشراء مكواة حديثة بالبخار وقرر الاستمرار فى العمل بقدميه متمسكا بمهنة والده رحمه الله.
"اليوم السابع" انتقل إلى مدينة الفشن وبالقرب من مسجد شمردل أحد أقدم مساجد مدينة الفشن تقع ورشة عم سيد أقدم ورشة مكواة رجل بمدينة الفشن أقصى جنوب محافظة بنى سويف.
وقال عم سيد اليوم السابع اعمل فى هذا المحل منذ أكثر من 40 عاما وفضلت عدم التعليم فى المدارس وقررت تعلم هذه المهنة على يد والدى رحمه الله عليه والذى علمنى كل كبيره وصغيره فى هذه المهنة.
وأضاف عم سيد: أعمل فى هذه الورشة منذ 40 عاما ورفضت كل محاولات وإغراءات التكنولوجيا الحديثة وكل محاولات اقاربى لشراء ماكينة بخار وماكينة مكواة جديده مؤكدا أن المكواه الرجل هى اساس الكى.
وأكد عم سيد انه رغم التطور الحديث الذى شهده العالم الا انه لديه زبائنه الذين يأتون اليه من كل مراكز محافظه بنى سويف متابعا لدى زبائن من العمد والمشايخ واعضاء مجلس الشعب والشورى وكبار العائلات فى مراكز الفشن وببا وسمسطا وايضا من مركزى مغاغة والعدوة بمحافظه المنيا.
وأشار عم سيد إلى أنه مازال متمسكا بالمكواة الرجل حيث لديه فرن للتسخين المكواه يقوم من خلاله وفى تسخين المكواة لمده نصف ساعة حتى تسخن المكواه وهذه المدة كافية لكى أكثر من 20 جلبابا.
وتابع عم سيد لدى أكثر من مكواه اقوم بتبديلهم ووضعهم على الفرن حتى لا أتوقف عن العمل وأقوم بتنظيف هذه المكاوى من خلال السنفرة لأن المكواة لو تعرضت لائق ماده تسبب على تسبب مشاكل المكواة.
وأضاف عم سيد أنه كان يساعد والده فى تسخين المكواة وحملها من فرن للتسخين وكان يتقاضى عشر قروش فى كى الجلباب الواحد والآن للسعر 5 جنيهات.
واضاف عم سيد أن هذه المهنة مهنه شاقه جدا يستخدم خلالها عم سيد كافة اجزاء جسمه من القدمين واليدين مما تسببه له مشقة كبيرة مشيرا إلى انه رغم هذه المشاق الكبيرة إلا انه يشعر بالسعادة بالغه فهو يحافظ على مهنه والده من الانتصار.
وأكد عم سيد أنه يحتفظ بصوره والده داخل المحل وانه لم يقم بإجراء أى تعديلات على المحل والمحل ما زال بنفس الشكل الذى تركاه به والده مؤكدا أنه لن يغير أى شكل فيه المحل حتى يحتفظ بتراث والدته.
وأكد عم سيد أنه لم يعلم أى أحد من أبناء هذه المهنة، مؤكدا أنه فضل أن يستكمل أولاده التعليم وأن يبتعد عن هذه المهنة لأنها تسبب مشقة كبيرة جدا وتسبب إرهاقا شديدا لكافة أجزاء الجسم.
وأشار عم سيد إلى أنه لديه زبائن كثيرة من كافة أنحاء مراكز الفشن وسمسطا وأن لديه العديد من الزبائن من الشباب، بالإضافة إلى أن أغلب محلات تأجير فساتين الزفاف يفضلون أن يقوم عم سيد بكى هذه الفساتين حتى لا تتعرض لأى تلف من المكواه الحديثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة