قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن السياسات الإسرائيلية المتهورة تهدف في الأساس إلى الاستئثار بالقدس، في الوقت الذى تسمح فيه للجماعات اليهودية المتطرفة بالدخول إلى باحاته فى زيارات استفزازية واستعراضية.
وأوضح أبو الغيط، فى كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب، والذى يعقد اليوم الثلاثاء، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أن الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية لا تأتى من فراغ، وإنما تمثل انعكاسا لحكومة صارت خاضعة بالكامل لأجندة عتاة المستوطنين وغلاة المتطرفين من الأحزاب الدينية هناك.
وأكد أبو الغيط أن سياسات وإجراءات إسرائيل في القدس تخالف كلياً القانون الدولي الإنساني الذي كفلت نصوصه حرية إقامة الشعائر الدينية والوصول إلى الأماكن المقدسة، وهي تخلق وضعاً قابلاً للانفجار في المدينة.
وأشار إلى أن ما جرى من عنف واعتداءات وانتهاكات واسعة عبر الأسابيع الماضية حدث تحت بصر العالم أجمع، مطالباً كافة أصحاب الضمائر الحرة، ممن يتابعون وقائع هذه الجرائم المكتملة الأركان، أن يقفوا أيضاً على السياق الذي تجري فيه هذه الجرائم.
وأردف قائلاً: "ما شهدناه هو بكل وضوح وصراحة، استفزازات مفتعلة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي طالت أقدس المقدسات الإسلامية، وفى أقدس الشهور لدى المسلمين".
وأعرب عن إدانته لكافة هذه الإجراءات التي تتخفى وارء منظومة قضائية منحازة بالكامل، داعيا مجلس الأمن -الذي سبق وأصدر القرار 2334 لعام 2016 (الذى دعا لإنهاء الاستيطان) إلى تحمل مسئولياته حيال هذا الانتهاك الصارخ للقرار ولغيره من القرارات الدولية.
وقال إنه يتعين على كافة القوى المؤمنة بالتسوية السلمية العمل على وقف هذه الهجمة الاستيطانية الشرسة التي تهدد بتفجير الوضع في القدس، وفي الأراضي المحتلة بوجه عام، مشيرا إلى أن ما يجري هو جرس إنذار يتوجب التنبه لدلالاته، حيث لم يعد بالإمكان الاطمئنان لاستمرار الوضع القائم أو استدامة الاحتلال ومظاهره المشينة.
واختتم أبو الغيط كلمته: "إنه يتعين على الرباعية الدولية أن تتحمل مسئولياتها، فمن دون أفق للتسوية السياسية أو تحرك جاد نحو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.. ستظل هذه القضية رهينة لأجندة اليمين الإسرائيلي.. وسيسيطر المتطرفون والمستوطنون على المشهد ويحددون الاتجاه.. بكل ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر لا أبالغ إن قلت إنها تهدد السلم الدولى".