كان عمر بن الخطاب قد تولى خلافة المسلمين، وفى سنة 13 هجرية فتح الشام، وفى هذه السنة أيضا رحل عدد من الصحابة، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "ذكر المتوفين فى هذه السنة مرتبين على الحروف كما ذكرهم الحافظ الذهبى":
أبان بن سعيد بن العاص بن أمية الأموى صحابى جليل، وهو: الذى أجار عثمان بن عفان يوم الحديبية حتى دخل مكة لأداء رسالة رسول الله ﷺ.
أسلم بعد مرجع أخويه من الحبشة خالد، وعمرو، فدعوه إلى الإسلام فأجابهما، وساروا فوجدوا رسول الله ﷺ قد فتح خيبر.
وقد استعمله رسول الله ﷺ سنة تسع على البحرين، وقتل بأجنادين
تميم بن الحارث بن قيس السهمى وأخوه قيس صحابيان جليلان هاجرا إلى الحبشة وقتلا بأجنادين.
الحارث بن أوس بن عتيك من مهاجرة الحبشة، قتل بأجنادين.
خالد بن سعيد بن العاص الأموى من السابقين الأولين، ممن هاجر إلى الحبشة، وأقام بها بضع عشرة سنة.
ويقال: إنه كان على صنعاء من جهة رسول الله ﷺ، وأمره الصديق على بعض الفتوحات كما تقدم، قتل يوم مرج الصفر فى قول، وقيل: بل هرب فلم يمكنه الصديق من دخول المدينة تعزيرا له فأقام شهرا فى بعض ظواهرها حتى أذن له.
ويقال: أن الذى قتله أسلم، وقال: رأيت له حين قتلته نورا ساطعا إلى السماء رضى الله عنه.
سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبى خزيمة، ويقال: حارثة بن خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصارى الخزرجى سيدهم، أبو ثابت.
ويقال: أبو قيس صحابى جليل كان أحد النقباء ليلة العقبة، وشهد بدرا فى قول عروة وموسى بن عقبة والبخارى وابن ماكولا.
وروى ابن عساكر: من طريق حجاج بن أرطاة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: أن راية المهاجرين يوم بدر كانت مع علي، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة رضى الله عنهما.
قلت: والمشهور أن هذا كان يوم الفتح والله أعلم.
وقال الواقدي: لم يشهدها لأنه نهسته حية فشغلته عنها بعد أن تجهز لها فضرب له رسول الله ﷺ بسهمه، وأجره وشهد أحدا وما بعدها.
وكذا قال خليفة بن خياط.
وكانت له جفنة تدور مع النبى ﷺ حيث دار من بيوت نسائه بلحم وثريد، أو لبن وخبز، أو خبز وسمن، أو بخل وزيت، وكان ينادى عند أطمة كل ليلة لمن أراد القرى.
وكان يحسن الكتابة بالعربي، والرمى والسباحة، وكان يسمى من أحسن ذلك كاملا.
وقد ذكر أبو عمر بن عبد البر ما ذكره غير واحد من علماء التاريخ: أنه تخلف عن بيعة الصديق، حتى خرج إلى الشام فمات بقرب من حوران سنة ثلاث عشرة فى خلافة الصديق.
قاله ابن إسحاق، والمدائني، وخليفة.
قال: وقيل فى أول خلافة عمر.
وقيل: سنة أربع عشرة.
وقيل: سنة خمس عشرة.
وقال الفلاس وابن بكر: سنة ست عشرة.
قلت: أما بيعة الصديق فقد روينا فى مسند الإمام أحمد أنه سلَّم للصديق ما قاله من أن الخلفاء من قريش.
وأما موته بأرض الشام فمحقق، والمشهور: أنه بحوران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة