تعد القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى منذ 1948، ومنذ هذا التاريخ وتسعى الدولة المصرية بشتى الطرق وبكافة الإمكانيات والسبل لمساعدة أشقائها فى فلسطين للوصول إلى حلول عادلة لإنهاء الصراع الدائر، وتحقيق السلام الشامل مع الإسرائيليين، وذلك من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ولم يتوقف هذا العطاء يوما، بل استمر هذا العطاء المتواصل وهذه المجهودات المضنية فى عهد الرئيس السيسى، الذى أولى القضية الفلسطينية اهتماما كبيرا لن ينكره إلا جاحد أو جاهل أو مُغرض، وكان آخر تتويج لهذه المجهودات نجاح المصالحة بين الفصائل في فبراير الماضى، بعد جلسات الحوار الوطني الفلسطينى بمشاركة 14 فصيلا على رأسها حركتا "فتح وحماس" حول ترتيبات البيت الفلسطينى، وذلك من خلال تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية لأول مرة منذ 13 عاما على الأقل.
وإيذاء ما يحدث الآن، ومنذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية فى الثامن من مايو الحالى على الفلسطينيين واندلاع الاشتباكات في حرم الأقصى وحى الشيخ جراح في القدس، يؤكد أن مصر تسعى دائما بكل ما تؤتى من قوة للتنسيق مع الأشقاء العرب لتوحيد الرأى وضمان دعم الأخوة لشقيقتهم بعيدا عن مبدأ الأنانية أو الاستحواذ، فها هي مصر تثبت أنها الداعم الأكبر خلال الأزمة الراهنة في ظل صمت المجتمع الدولى، وذلك بقيامها بالعديد من التحركات الثنائية مع الجانب الاسرائيلي والفلسطينى وكذلك على المستوى الإقليمي والدولي بهدف تهدئة الأزمة المتصاعدة، وموقفها القوى الداعم، والذى اتضح وضوح الشمس فى كلمة وزير الخارجية سامح شكرى فى مجلس الأمن، والذى كان شديد اللهجة قوى الحُجة، فضلًا عن الجهود الإنسانية التي قدمتها من خلال استقبال المصابين الفلسطينيين وإرسال المساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطينى.
وما تفعله مصر الآن ليس بجديد عليها وخاصة أنها وعلى مدار 72 عامًا، لديها مواقف ثابتة، لم تتغير، فهى تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، وقدمت الدماء والشهداء للدفاع، فمن يتتبع رؤية الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية يجد ثباتا حقيقيا للموقف من القضية من الناحية السياسية والدبلوماسية لم تتغير، وعنوان تحركاتها دائما، هو تحقيق السلام العادل وضرورة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أما من الناحية المساعدات والدعم فحدث ولا حرج، فمصر دائما ما تسعى لتخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين فى المخيمات، وليس هذا فقط بل دائما ما تقف مع أشقائها فى كافة الأزمات ونموذجا على ذلك حرصها على مواصلة إرسال مساعدات طبية وغذائية وإنسانية إلى قطاع غزة، خاصة منذ بداية جائحة كورونا العالمية، أما فيما يخص الأزمة الراهنة، فمصر كانت وما زالت سباقة حيث قامت بإرسال العديد من الحافلات التى تحمل مساعدات طبية وغذائية للشعب الفلسطينى، ليتواصل العطاء والدعم.
وختاما، نقول، إن فلسطين ستبقى أبيَّة على الطغاة مهما طال الزمن، وستظل مصر الداعم الأكبر للأشقاء الفلسطينيين "ليقضى الله أمرا كان مفعولا"..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة