نشاهد اليوم صورة لأحد شوارع مدينة القاهرة وتبدو فى الصورة المشربيات، وتعود إلى عام 1880، وهذه التصميمات شهيرة فى القاهرة القديمة.
المشربية عنصر معمارى يتمثّل فى بروز الغرف فى الطابق الأول أو ما فوقه، يمتد فوق الشارع أو داخل فناء المبنى، وتُبنى المشربية من الخشب المنقوش والمزخرف والمبطّن بالزجاج الملون.
تعدّ المشربية إحدى عناصر العمارة التقليدية الصحراوية فى البلاد العربية الحارّة، بدأ ظهورها فى القرن السادس الهجرى (الثالث عشر الميلادي) إبّان العصر العباسي، واستمر استخدامها حتى أوائل القرن العشرين الميلادي. يكثر استخدام المشربيات فى القصور والبيوت التقليدية (المبانى السكنيّة)، إلا أنها استُخدمت أيضا فى بعض المبانى العامة مثل دور الإمارة والخانات والمستشفيات وغيرها.
وأوج استخدام المشربية كان فى العصر العثمانى (1805 – 1517) حين وصلت إلى أبهى صورها وانتشرت انتشارا شبه كامل فى العراق والشام ومصر والجزيرة العربية، وذلك لأنّ استخدامها فى مختلف المبانى أثبت فعاليّة كبيرة فى الوصول إلى بيئة داخليّة مريحة وفعالة بالرغم من الظروف الخارجيّة شديدة الحرارة.
ومن المهم أن ندرك أنه مع انتشار المشربيات فى البلاد الإسلامية والشرقية عامّة، ظهرت أنماط وأشكال مختلفة من المشربيات، تبعاً لنوع الخشب المستخدم واتقان حرفة تشكيل الخشب وتجميعه، إلّا أنّها جميعاً تشترك فى أصل واحد وطريقة عمل واحدة.
وتسمية مشربية مشتقة من اللفظة العربية "شرب"، وتعنى فى الأصل "مكان الشرب". وكانت فى الماضى عبارة عن حيّز بارز ذى فتحة منخلية توضع فيها جرار الماء الصغيرة لتبرد بفعل التبخر الناتج عن تحرك الهواء عبر الفتحة. ومن هنا عرفت المشربيّة بهذا الاسم، إذ إنّ آنية الماء توضع فيه لتبريدها، ولتبريد الهواء المار فوقها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة