قلق وصل حد الفزع بين القوات الإسرائيلية الرابضة على الحدود المشتركة بالجنوب اللبنانى، ما دفع تلك القوات لإطلاق نار على المتظاهرين تضامنا مع الفلسطينيين تحت القصف بقطاع غزة، وهو ما أسفر عنه مقتل أحد الشبان واستدعى تدخل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) .
وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، إنها تنسق مع القوات المسلحة اللبنانية لتعزيز السيطرة الأمنية بعدما رصدت إطلاق صواريخ من منطقة راشيا الفخار شمالي كفر شوبا في جنوب لبنان، وأضافت اليونيفيل عبر حسابها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" لقد ردت القوات الإسرائيلية بنيران المدفعية على المكان الذي انطلقت منه الصواريخ.
قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة اليونيفيل
وفى السياق نفسه أجرى قائد قوات "يونيفيل"ستيفانو ديل كول اتصالا هاتفيا بنظرائه في الجيش اللبناني وقادة الجيش الإسرائيلي وحثهم على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لمنع أي تصعيد في الموقف، وأضافت اليونيفيل أوقفت القوات الإسرائيلية الآن إطلاق النار.
وذكرت اليونيفيل أنها تدعم الجيش اللبناني في عملية البحث في المنطقة، وكثفت الدوريات لمنع وقوع أي حوادث أخرى تعرض سلامة السكان المحليين وأمن جنوب لبنان للخطر.
وقالت إنه لا يزال قائد اليونيفيل على اتصال بالأطراف لضمان الاستقرار في المنطقة وتهدئة التوتر، وأضافت أن الوضع هادئ الآن في المنطقة.
فتح الملاجئ على الحدود
وفى سياق متصل أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلى، تعليمات بفتح الملاجئ فى منطقة "إصبع الجليل" وحتى مسافة 4 كم من الحدود مع لبنان، وذلك عقب إعلانه، رصد إطلاق 6 قذائف صاروخية من لبنان باتجاه منطقة الجليل شمالى إسرائيل، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وقال الجيش فى بيان: "متابعة للإنذارات فى بلدة "ميسغاف عام" على الحدود اللبنانية (منطقة الجليل)، فالحديث عن رصد 6 قذائف من داخل لبنان سقطت، كما يبدو داخل الأراضى اللبنانية". وأضاف: "ردا على ذلك قامت المدفعية الإسرائيلية بإطلاق نيرانها نحو مصادر النيران".
غزة
وذكرت قناة "كان" العبرية (رسمية) أن السكان الإسرائيليين قرب الحدود سمعوا دوى انفجارات، وأفادت بأنه تمّ تفعيل صافرات الإنذار فى "ميسغاف عام"، ولم تحدث أى إصابات بشرية.
وأصدر الجيش الإسرائيلى تعليمات بفتح الملاجئ فى منطقة "إصبع الجليل" وحتى مسافة 4 كم من الحدود مع لبنان، بحسب المصدر ذاته.
مظاهرات تضامنا مع فلسطين
ومنذ بداية القصف الإسرائيلى على غزة يخرج المئات من المتظاهرين الداعمين للفلسطينيين بشكل يومى، في مسيرات كبيرة تجوب الأحياء الجنوبية للعاصمة بيروت، تعبيرا عن تضامنهم مع أهالي قطاع غزة.
وتتبادل الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي القصف منذ العاشر من الشهر الجاري ما أسفر عن استشهاد 200 فلسطيني وإصابة 1300 ودمار كبير في قطاع غزة. وعلى الجانب الإٍسرائيلي، توفي عشرة أشخاص جراء القصف الصاروخي من القطاع إضافة إلى الحاق أضرار مادية.
مطالب بتدخل المجتمع الدولى
ومن جانبها استنكرت الدولة اللبنانية الخروقات الإسرائيلية المتمادية لسيادة لبنان والاعتداءات التي تطال المتظاهرين والمدنيين اللبنانيين عند الحدود وكذلك الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مطالبة المجتمع الدولي بضرورة وضع حد لهذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل.
وقالت وزيرة الدفاع اللبنانية، في وقت سابق، تعقيبا على مقتل مواطن لبناني أمس برصاص الجيش الإسرائيلي عند الحدود المشتركة للبلدين: "جريمة جديدة من جرائم إسرائيل تُرتكب بحق المدنيين اللبنانيين كما الفلسطينيين في غزة والقدس المحتلة "، مضيفة أنه "إزاء ما يجري عند الحدود اللبنانية وفي الداخل الفلسطيني، لا بد من التوقف أمام هذه الاعتداءات الوحشية والهمجية التي تطال العُزّل من المتظاهرين والمدنيين".
وقالت: "إننا إذ نشجب وندين هذه الاعتداءات والخروقات المتمادية والمتكررة على أرضنا وأجوائنا وحدودنا والتي تعتبر خرقا لقرار مجلس الأمن 1701، نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة وضع حد لها والعمل على وقفها فورا ومطالبة إسرائيل بعدم تكرار هذه الاعتداءات وحثها على وقف التصعيد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة