أكد النائب علاء عابد، نائب رئيس البرلمان العربي، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أهمية دعم الجهود التي تقوم بها القيادة السياسية المصرية لإنهاء العدوان الإسرائيلى على غزة، والوصول إلى هدنة.
جاء ذلك فى كلمته أمام الجلسة الطارئة للبرلمان العربي حول الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين، والتي انطلقت، اليوم الأربعاء، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس" أبو مازن" عبر الفيديو كونفرانس، وحضور كل من: رئيس البرلمان العربى، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس مجلس النواب اليمنى الشيخ سلطان البركاني، وأعضاء البرلمان العربي.
وأشار عابد إلى الجهود المصرية في ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة للوقوف على احتياجاتهم وتلبيتها ، وفتح المستشفيات المصرية لاستقبال الجرحى والمصابين من قطاع غزة، وبدأت المستشفيات المصرية استقبال الجرحى الفلسطينيين، وأيضا فتح "معبر رفح" لاستقبال ضحايا الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف عابد، أن كل هذه المواقف من القيادة السياسية المصرية، تؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية مصر الأولى والتى تولى القيادة السياسية المصرية اهتماما خاصا بها، وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فى العاصمة الفرنسية باريس، إن موقف مصر الثابت في هذا الصدد هو وقف أعمال العنف فى أسرع وقت ممكن، والتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية.
ونوه عابد، إلي دعوه الرئيس إلى تكثيف جهود المجتمع الدولي بكامله لحث إسرائيل على التوقف عن التصعيد الحالي مع الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك لإتاحة الفرصة أمام استعادة الهدوء، ولبدء الجهود الدولية في تقديم اوجه الدعم المختلفة والمساعدات للفلسطينيين، وفي هذا الاطار أعلن عن تقديم مصر من جانبها مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الاعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الاعمار.
وأشاد عابد بكلمة السفير سامح شكري وزير الخارجية أمام مجلس الأمن، والتى عبر فيها عن موقف مصر ( بقوله) " أن مصر لا ترى سبيلاً لتحقيق الأمن والسلام في منطقتنا، إلا عبر نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة واستقلال دولته على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت عابد، إلي ما تؤكده مصر حول الأهمية العاجلة لتفعيل دور الرباعية الدولية، التي لا غني عنها لإحياء عملية السلام، كما تسعى مصر بالتعاون مع كل من الأردن وفرنسا وألمانيا فى إطار صيغة ميونخ لدعم الجهود الدولية لاستئناف المفاوضات، بجانب تطلعنا للعمل البناء مع الإدارة الأمريكية نحو هذا الهدف، كما نؤكد على أنه يجب الوقف الفورى للأعمال العسكرية الحالية، والحيلولة دون أية استفزازات فى القدس مع احترام الوضع القانونى والتاريخى.
واقترح عابد تشكيل لجنة من النواب القانونيين بالبرلمان العربي لمتابعة إجراءات التقاضي بالمحكمة الجنائية الدولية، قائلا: علينا أن ندعم الشكوى الفلسطينية المعروضة أمام المحكمة الجنائية الدولية من خلال تقديم الدعم القانوني والفنى، ومتابعة إجراءات التقاضى بدقه واقترح تشكيل فريق قانونى من أعضاء البرلمان للقيام بهذه المهمة مع الاستعانة بخبراء في القانون الدولي الإنساني من أحرار العالم المناصرين للقضية العادلة الوحيدة فى العالم.
وشدد عابد على أهمية التحرك الدولي إزاء ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطنين، من أجل مساندة القضية الرئيسية للأمة العربية، وكشف انتهاكات العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، فضلا عن سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها بعض دول العالم والتى تجاهلت هذه المجازر بل وتبريرها وتدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان والحريات .
ودعا عابد إلى إطلاق حملة موسعة، تخاطب الشعوب بإصدار سلسة من القرارات التي تدين الصمت المخزى لحكومات الدول التي تزعم أنها تدافع عن حقوق الإنسان، ولابد أن تعلم الشعوب إن لم تحل القضية الفلسطنية سوف يظل الإرهاب يهدد الاستقرار العالمى.
وقال النائب الأول لرئيس البرلمان العربي، إن فلسطين مازالت هي قضيتنا الأولى، والوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في قطاع غزة يزداد سوء على نحو يهدد مستقبل السلام والاستقرار في المنطقة العربية، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية تجاه الأحداث المتوالية التى تحدث فى فلسطين وبخاصة ما يجرى الآن فى قطاع غزة، من قوات الاحتلال الإسرائيلى التى تتعمد قصف المدنيين العزل، وقد رأينا جميعا ما يحدث فى قطاع غزة خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ عانت الأراضي الفلسطينية المحتلة من تدهور كبير على كافة المستويات .
وأكد عابد أن الضفة الغربية شهدت، بما في ذلك القدس الشرقية، توسعاً كبيراً في النشاط الاستيطاني، وتزايد في حالات التهجير القسري للفلسطينيين، واستمراراً لسياسة مصادرة الأراضي وهدم المنشآت والمنازل الفلسطينية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصلت الممارسات الإسرائيلية إلى حد انتهاك حرمة الشهر الكريم، فشاهدنا جميعاً الاعتداء على المصلين أثناء أداء شعائرهم فى المسجد الأقصى وتهجير الفلسطينيين وهدم منازلهم بحي الشيخ جراح .
وواصل النائب الأول لرئيس البرلمان العربي حديثه:"علينا أن نسمي الأسماء بمسمياتها وأن يعلم الجميع أن الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية احتلال، ومحاولة الاستيلاء علي مقدسات الآخرين من مسلمين ومسيحيين، هو تطرف ديني مقيت وإرهاب، ويجب أن يكون هناك إدانة دولية.. ويجب أن يعلم الجميع أن من بدأ الأزمة الأخيرة "هم" الإسرائيليين عندما أرادوا تهجير سكان حي الشيخ جراح من منازلهم بالقوة باستخدام العنف المفرط كما سمحوا لمجموعات من المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى، وقاموا بحمايتهم والتعدى على المصلين فى شهر رمضان المبارك، ودعمت هذا التعدى الحكومة الإسرائيلية بأن قام عدد من الوزراء الإسرائيليين بالذهاب إلى الأقصى في محاولة لدخوله مع المتطرفين.
فى السياق ذاته قال: "كل هذا تم فى شهر رمضان الكريم، مما أدى إلى تأجيج مشاعر الغضب لدي الملايين من العرب والمسلمين وأيضًا لدى الكثير من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية على مستوى العالم أجمع، والذين ضاقوا على مدى العقود الثلاثة الماضية مما بدا تغييباً وتسويفاً لا نهائياً لوعود وتعهدات دولية ذات طابع قانونى، بالتفاوض الجاد حول إنشاء دولة فلسطينية على الأراضى التى تم احتلالها عام 1967 والتى تشمل القدس".
ولفت إلى أنه لم يعد الأمر الآن هو البحث عن وقف مؤقت للعدوان الاسرائيلي والتصعيد الفلسطيني ولكن آن الآوان أن نجد حل ملزم لتحقيق السلام العادل القائم على مبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة، وأن يكون إقامة الدولتين هو أساس إنهاء الصراع فى المنطقة، وأن تكون دولة فلسطين دولة كاملة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف وهو الحل الذى نريده ونعمل من أجله، وهو الخيار العملى الوحيد الذى ترتضيه كافة الأطراف.