100 قصيدة شعر.. "لا يبالى بهول هذا الفناء" محمد عبد المعطى الهمشرى

السبت، 22 مايو 2021 06:00 م
100 قصيدة شعر.. "لا يبالى بهول هذا الفناء" محمد عبد المعطى الهمشرى ديوان الهمشرى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشاعر محمد عبد المعطى الهمشري، عاش فى الفترة بين عامى (1908 - 1938م) ولد بقرية نوسا البحر بمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية بمصر، وتوفى فى القاهرة.
 
تلقى تعليمه الابتدائى فى مسقط رأسه بمدينة السنبلاوين، وحصل على الشهادة الثانوية من مدينة المنصورة، ثم التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة، غير أنه ترك الدراسة والتحق بالعمل الوظيفى.
 
عمل محررًا بمجلة "التعاون" فى قسم التعاون بوزارة الزراعة (1935) حتى وفاته أثناء إجراء عملية جراحية له. 
جمعته صداقة فى مدينة المنصورة بـ "شاعر النيل والنخيل" صالح جودت، و"شاعر الأطلال" إبراهيم ناجى، و"شاعر الجندول" على محمود طه، وكانوا يلتقون عند صخرة الملتقى التى وثق لها شعريًا إبراهيم ناجىو كان عضوًا بجماعة أبولو الشعرية.
 

الذكريات

 

عِندَما خَدَّرَ الفَناءُ شَكاتى
وَسَقانى كُؤوسَهُ المُنسَياتِ
بَعَثَ الشِعرُ مِن لَدُنهِ نَسيماً
فائِحَ العِطرَ طَيِّبَ النَغماتِ
هَزَّ قَلعَ الصِبا فَأَيقَظَ فِكرى
فَهَفَت بى سَفينَةُ الذِكرَياتِ
فى خِضَمِّ الأَفكارِ تَطوى بى الوَقتَ
 وَتَهفو إِلى ضِفافِ الحَياةِ
كُلَّما حاوَلَت لَهُنَّ رُجوعا
دَفَعتَها اللَجّاتُ مِنها إِلَيها
رَقَصَت فى شِراعِها الريحُ حَتّى
حَطَّمَتهُ وَحَطَّمَت دَفتَيها
رَحمَةً مِنكِ يا رِياحُ وَرِفقا
وَدَعيها وَمَن يَنوحُ عَلَيها
فَلَهُ فى الحَياةِ كَالبَرقِ آمالٌ
 تُساريهِ فى دُجى شاطِئَيها
تَرمُقُ الشاطِئَينِ مِن خَلَلِ الدَمِع
 حَزيناً فَلا يَكادُ يَبينُ
غَيرَ نورٍ يَلوحُ كَالوَمضِ شُقَّت
فَوقَهُ السُحُبُ فَهوَ فيها كَنينُ
وَسَناً يَزدَهى عَلَيهِ كَلَونِ الطيفِ
 كابٍ عَلى الدُجى مَوهونُ
هُوَ حُبُّ الذينَ قَد ذَكَروهُ
وَشَجاهُم بَعدَ الفُراقِ الحَنينُ
وَتُؤاتيهِ ضَجَّةِ العَيشِ هَمساً
مِثلَما يَسمَعُ الجَنينُ الهَزيما
يَتَمَشّى صَخبُ العَواصِفِ فيهِ
مُشبِها فى كَرى المَنونِ نَسيما
وَضَجيجُ الأَيّامِ يَنغَمُ كَالجَرسِ
 خَفوتا يَسرى إِلَيهِ بَهيما
أَبَداً ما يَزالُ يَهمِسُ فى المَوتِ
 صَداها بِأَذنِهِ مُستَديماً
وَخِلالَ الأَصداءِ صَوتٌ حَنونٌ
تائِهٌ بَينَ ضَجَّةِ الأَنواءِ
يَتَخَطّى عَصفَ الأَعاصيرِ وَثباً
لا يُبالى بِهَولِ هذا الفَناءِ
وَلَهُ جَنَّةٌ يُرَجِّعُها المَوتُ
 كَنَجوى مِن عالَمِ الأَحياءِ
تُرهَفُ الأُذنُ نَحوَها ثُمَّ تُرخى
فى ذُهولٍ يُجيبُ بِالإِغضاءِ
إِنَّهُ الحُبُّ ما يَزالُ يُعاني
كُلَّ هَولٍ وَيَمتَطى كُلَّ صَعبِ
يَجثُمُ الصَخرُ فيهِ وَالسُربُ الداجى
 وَيَطوى سَهلاً خَصيباً لِجَدبِ
وَسَواءٌ لَدَيهِ كُلَّ عَنوتِ
أَو ذَلولٍ عَلى طَريقِ الدَربِ
لَيسَ يَخشى اللَجاجَ فى كُلِّ حينٍ
أَو يَخافُ الرَدى عَلى كُلِّ سَربِ
وَيكَ يا حُبَّ أَينَ تَمضى إِذا ما
نَسَجَت حَولَكَ المَنونُ شِباكا
وَبَعَثتَ الأَنفاسَ مَعسولَةً حَيرى
 إِلَيها تَبُثُّها شَكواكا
أَتَرى يا هَوى سَتَقتَحِمُ المَوتَ
 وَتَلقى كَالنَفسِ مِنهُ رَداكا
أَو سَتَبقى حَتّى تَراكَ صَيوداً
فى غِياضِ الفِردوسِ تَرمى هُناكا
تَنزَعُ النَفسُ لِلشُرورِ وَتَهوى
هِى مِنها عَناصِراً فى الروحِ
إِنَّما الشَرُّ مَفزَعٌ لِشَجاها
لَو خَلَت مِن قَداسَةِ التَسبيحِ
وَلَها مِنهُ مَسبَحٌ وَمَطيرٌ
مُطمَئِنٌّ عَلى فَضاءِ اللوحِ
وَهوَ كَالحُبِّ كَوثَرٌ وَنَماءٌ
وَهوَ مَرعىً لِلرّوحِ جَمُ السروحِ
أَيُّها الحُبُّ أَنتَ لِلمَوتِ مَوتٌ
ذو غَلابٍ عَلى البَلى مُستَخَفُّ
أَنتَ صِنوُ الحَياةِ واِرثَةُ المَوت
 وَنورٌ عَلى الإِلهِ يَرِفُّ
سَوفَ تَبقى بَعدَ الفَناءِ سُبوحا
فى فَضاءٍ مِن الأَثيرِ يَشِفُّ
تَلحَظُ الكَونَ فى سُباتِ المَنايا
مِثلَ رُؤيا تَهوى بِهِ وَتَدِفُّ
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة