حاولت طائفة الحشاشين اغتيال صلاح الدين الأيوبي قرب حلب، وذلك فى مثل هذا اليوم 22 مايو من عام 1176، فمن هى تلك الطائفة، وهل هذا اسمها الوحيد أم لها عدة أسماء؟، ومتى ظهرت تلك الطائفة؟، كل ذلك هو ما نستعرضه خلال السطور المقبلة.
طائفة الحشاشين أطلق عليها عدة أسماء فهى عرفت بخلاف الحشاشين بـ "الحشاشون، أو الحشيشية، أو الدعوة الجديدة"، وهم من أطلقوا على أنفسهم ذلك، فهي طائفة إسماعيلية نزارية، تم انفصالها عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجرى ــ الحادى عشر الميلادى لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله.
بدأت تلك الطائفة فى الفترة بين القرن 5 و7 الهجرى ــ 11 و13 الميلادى، وكانت معاقلهم الأساسية فى بلاد فارس وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران، فمؤسس تلك الطائفة هو الحسن بن الصباح، والذى كان ينشر دعوته من قلعة آلموت فى فارس، فقد اتخذت الحشاشين من القلاع الحصينة في قمم الجبال معقلاً لنشر الدعوة الإسماعيلية النزارية في إيران والشام.
وقد أكسب الدعوة لطائفة الحشاشين عداءً شديدًا مع الخلافة العباسية والفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة لهما كـ "السلاجقة، والخوارزميين، والزنكيين، والأيوبيين، والصليبيين"، ولكن جميعها فشلت التصدى لتلك الطائفة طوال عشرات السنين من الحروب.
أما عن الاستراتيجية العسكرية للحشاشين، فقد كانت تعتمد فى أساسها على الاغتيالات التي يقوم بها أفرادها لتحقيق أهدافهم، وكان غرضهم إلقاء الرعب في قلوب الحكام والأمراء المعادين لهم، وبالفعل تمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت، مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.
فمن الذى قضى على تلك الطائفة؟
الذى قضى عليهم هم المغول بقيادة هولاكو فى فارس سنة 1256م بعد مذبحة كبيرة وإحراق للقلاع والمكاتب الإسماعيلية، وسرعان ما تهاوت الحركة في الشام أيضاً على يد الظاهر بيبرس سنة 1273م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة