كيف نشأت المدن الإسلامية، أعتقد أنه لكل مدينة قصة وراء إنشائها، اليوم سنتعرف على مدينة الكوفة، كيف أنشأها المسلمون وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "ثم دخلت سنة سبع عشرة":
فى المحرم منها انتقل سعد بن أبى وقاص من المدائن إلى الكوفة، وذلك أن الصحابة استوخموا المدائن، وتغيرت ألوانهم وضعفت أبدانهم، لكثرة ذبابها وغبارها، فكتب سعد إلى عمر فى ذلك.
فكتب عمر: أن العرب لا تصلح إلا حيث يوافق إبلها، فبعث سعد حذيفة وسلمان بن زياد يرتادان للمسلمين منزلا مناسبا يصلح لإقامتهم.
فمرا على أرض الكوفة وهى حصباء فى رملة حمراء فأعجبتهما، ووجد هنالك ديرات ثلاث: دير حرقة بنت النعمان، ودير أم عمرو، ودير سلسلة.
وبين ذلك خصاص خلال هذه الكوفة فنزلا فصليا هنالك، وقال كل واحد منهما: اللهم رب السماء وما أظلت، ورب الأرض وما أقلت، ورب الريح وما ذرت، والنجوم وما هوت، والبحار وما جرت، والشياطين وما أضلت والخصاص وما أجنت، بارك لنا فى هذه الكوفة، واجعلها منزل ثبات.
ثم كتبا إلى سعد بالخبر، فأمر سعد باختطاط الكوفة، وسار إليها فى أول هذه السنة فى محرمها، فكان أول بناء وضع فيها المسجد.
وأمر سعد رجلا راميا شديد الرمى، فرمى من المسجد إلى الأربع جهات، فحيث سقط سهمه بنى الناس منازلهم، وعمر قصرا تلقاء محراب المسجد للإمارة، وبيت المال، فكان أول ما بنوا المنازل بالقصب، فاحترقت فى أثناء السنة، فبنوها باللبن عن أمر عمر، بشرط أن لا يسرفوا ولا يجاوزوا الحد.
وبعث سعد إلى الأمراء والقبائل، فقدموا عليه فأنزلهم الكوفة، وأمر سعد أبا هياج الموكل بإنزال الناس فيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة