كشفت دراسة قدمت فى مؤتمر علم الأوبئة والوقاية ونمط الحياة وصحة القلب والأوعية الدموية التابع لجمعية القلب الأمريكية، عن مخاطر الإفراط فى مشاهدة التليفزيون على صحة الدماغ والذاكرة لدى كبار السن، بعد أن توصل الباحثون إلى أنه يسهم فى إضعاف وظائف المخ مع تقدم العمر، طبقًا لما ورد في موقع ميديكال إكسبريس.
وأشار الباحثون إلى أن الأشخاص في منتصف العمر الذين يلجأون بانتظام إلى مشاهدة التليفزيون للترفيه، يكونون أكثر عرضة لخطر التدهور في التفكير والذاكرة في وقت لاحق من الحياة.
ووجد الباحثون أنه حتى الساعات المعتدلة من مشاهدة التليفزيون ارتبطت بأداء أسوأ في الاختبارات المعرفية مع تقدم العمر، كما عانى مشاهدو التلفزيون المنتظمون من ضمور أكبر في الدماغ.
وشملت الدراسة ما يقرب من 6500 مشارك كانوا يميلون إلى مشاهدة نفس الكمية من التلفزيون على مدار فترة تقارب 6 سنوات، وصُنف الأشخاص في ثلاث مجموعات، الأولى أولئك الذين لم يشاهدوا التلفاز مطلقًا أو نادرًا ، وأولئك الذين كانوا يشاهدون أحيانًا ، وأولئك الذين كانوا يشاهدون كثيرًا أو كثيرًا جدًا، وجميعهم خضعوا لسلسلة من اختبارات أداء الدماغ مع تقدمهم في السن لتتبع التغيرات في قدراتهم.
وتوصلت الدراسة إلى أن المشاركين الذين أفادوا بمشاهدة كميات معتدلة أو عالية من التلفزيون لديهم انخفاض أكبر بنسبة 7٪ في الوظيفة الإدراكية، بناءً على أدائهم في الاختبارات المعرفية، مقارنة بالمجموعة الأولى.
وتتبعت الدراسة التغييرات في بنية الدماغ، حيث وجد فريق البحث هذا أن الأشخاص الذين يشاهدون التلفزيون في بعض الأحيان أو بشكل متكرر لديهم كميات أقل من المادة الرمادية العميقة بعد أكثر من عقد من الزمن في الحياة، مما يشير إلى ضمور أو تدهور أكبر في الدماغ.
وتعمل مادة الدماغ الرمادية على التحكم في العضلات والرؤية والسمع ، واتخاذ القرارات وغيرها من وظائف الدماغ المهمة، و كلما زاد حجم المادة الرمادية في دماغ الشخص، كانت قدرته على التذكر والتفكير أفضل.
وتوصلت الدراسة إلى أن مشاهدة التلفزيون بشكل أكبر كان مرتبطًا بانخفاض حجم مادة الدماغ الرمادي في وقت لاحق من الحياة، حيث تبين أنه مقابل كل ساعة إضافية من مشاهدة التلفزيون، يفقد الشخص في المتوسط 0.5٪ من المادة الرمادية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة