نلقى الضوء على كتاب "استرداد وطن" للدكتورة درية شرف الدين، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفيه تتناول حال مصر فى السنوات الأخيرة، وتتحدث عن المعاناة التي شهدتها مصر عندما حكمها الإخوان.
تقول درية شرف الدين، فى مقدمة الكتاب: "أعود بذاكرتى إلى يوم 24 يونيو 2012 حين وقف المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة العليا للانتخابات يعلن فوز محمد مرسى برئاسة الجمهورية، كان وقع كلماته كغرس سكين فى القلب كيف؟ ولماذا؟ وكل الدلائل تشير إلى تلاعب فى أصوات الناخبين ذكرها هو نفسه؟ كانت لحظة فارقة حزينة وأليمة.
أحاط اليأس والغم بأرجاء مصر وفقد الناس الأمل وتعمدت أبواق الإخوان ترديد ملامح خططهم فى حكم البلاد لمئات السنين المقبلة حتى ولو تم القضاء على الملايين من المصريين المناوئين لوجودهم، شاع الخوف وتزايدت معدلات طلب الهجرة لخارج البلاد بين المسلمين والمسيحيين على السواء، وقتها فكرت للمرة الأولى والأخيرة فى حياتى أن أكون وأسرتى من طالبى هذه الهجرة، إلى أين، لا يهم، المهم أن نكون بعيدا، فكرة كالكابوس، سرعان ما عدت إلى رشدى وطردتها بعيدا.
سيطر الإخوان والسلفيون على مقاعد البرلمان الذى ولد سفاحا، وكان مجالا للكذب والادعاء والاستعلاء، وتمسك أعضاؤه بمقاعدهم حين عزف السلام الجمهورى الذى أبطلوه فى المدارس.
ودارت الأحاديث همسا عن إمكانية التنازل عن حلايب وشلاتين وقطاع من سيناء أو كلها وعن ترحيل المسيحيين إلى خارج البلاد.
ولم تسلم أعلى محكمة فى البلاد من محاصرتها، وأضحى فناؤها مرتعا لترويع القضاة وإهانتهم، كان مشهدا حزينا فى فناء المحكمة الدستورية العليا، ولم تسلم مدينة الإنتاج الإعلامى من الحصار والإغلاق وتكميم الأفواه وتكاثر أبواق الدعاية الإخوانية، وكنا على مرمى حجر من إنشاء وزارة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
كانت سنة سوداء لم تشهد شعاعا واحدا من أمل وخيم البؤس والحزن على أرجاء مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة