مدرسة قرآنية مميزة أقدم على إقامتها أهالى قرية البعيرات غرب محافظة الأقصر، لتجميع الأطفال فى مكان واحد يوماً على 3 فترات لتحفيظهم كتاب الله القرآن الكريم، وكذلك تعليمهم القراءة والكتابة من الصغر لدخول المدارس وهم متفوقين تعليمياً ودراسيا، تلك المدرسة القرآنية مشروع أقيم منذ 3 سنوات وأسفر عن تحفيظ 5 أطفال القرآن الكريم كاملاً، وأخرج شاب حفظ القرآن الكريم فى عام واحد وحصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية ودعمه شيخ الأزهر فى مسيرته التعليمية.
"اليوم السابع" زار كتاب الشيخ تميم المدرسة القرآنية المبهجة فى البر الغربى والتى تضم أكثر من 300 طفل من الأولاد والفتيات، الذين يتوافدون عدة أيام أسبوعياً لتعلم القراءة والكتابة من عمر 6 سنوات وحتى سن النضوج والشباب، الجميع يلتف فى مقر الكتاب الذى تم تأجيره لمدة 9 سنوات بتكافل أهل الخير وقاموا بدهانه ووضع مبردات صحراوى داخله لخدمة الأطفال الذين يتلقون التعاليم الدينية فى فصل الصيف داخله.
3
وفى هذا الصدد قال رائد الكتاب الشيخ تميم محمد ابن قرية البعيرات، إنه تم البدء فى مشروع المدرسة القرآنية منذ 3 سنوات، وخرج منها طالب حصد المركز الأول على مستوى الجمهورية فى حفظ كتاب الله، كما أنه يتم تحفيظ أكثر من 300 طفل من مختلف الأعمار من أبناء مدينة القرنة بأكملها وليست القرية فقط.
وأضاف الشيخ تميم، خلال لقائه مع اليوم السابع، إن المدرسة القرآنية بدأت فى 15 يوليو 2018، وحفظ القرآن الكريم كاملا فيه 5 أطفال حتى الآن، ويتم توفير دعم من فتيات القرية لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال من البنات، وكذلك يتم تعليمهم كل أصول وأساسيات القراءة والكتابة منذ الصغر، موضحاً أنه يتم تعليم الأطفال كافة أساسيات القراءة والكتابة على الأصول الصحيحة حيث أنه حاصل على ماجستير شريعة وقانون ومتخصص فى تحفيظ الأطفال القرآن منذ عدة سنوات.
وأوضح الشيخ تميم محمد، أن هذا المشروع يساعد بجانب تحفيظ القرآن الكريم، على تربية الأطفال على الأخلاق القويمة ليخرجون جيل من الأطفال مميز من الصغر، حيث أن المدرسة مقسومة نصفين، المدرسة التأسيسية للأطفال الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، والمدرسة الكبرى وهم حفظة القرآن الكريم مع أعضاء التدريس، ويوجد داخلها عدد من حفظة أجزاء كثيرة من القرآن، كما يتم التركيز على القصص الأخلاقية لتربية أطفال على خلق جيد ويحبون الوطن ويساعدون فى بناؤه ونهضته، ففى البداية كانت عبارة عن غرفة من البوص والخشب وحالياً قام ببنائه أهل الخير وجار تطويره وتجهيز المكان بشكل أفضل للأطفال مستقبلاً.
وأوضح رائد الكتاب، أنه يتم البدء مع الأطفال من سن 6 سنوات عبر منهج الحركات والتركيب، حيث تم وضعه خاص بهم فى تلك المدرسة وهو أن الطفل يأخذ المنهج فى 3 أشهر ليجيد القراءة والكتابة والتشكيل بالأحكام القرآنية، لتساعده فى المدرسة ويقرأ بشكل صحيح داخل النص القرآنى ويكتب بشكل أفضل، حيث تقسم الأطفال على 3 فترات لظروف ازمة فيروس كورونا، ويتم التأكيد على التباعد الاجتماعى والوقاية لجميع الأطفال، وعدم دخول أى طفل يتعرض لأية متاعب صحية، ويوجد فى الكتاب حوالى 7 من أعضاء هيئة التدريس من مختلف أرجاء مدينة القرنة.
فيما قال الشاب شريف خالد التهامى، إنه حفظ القرآن الكريم بفضل من الله فى عام واحد، حيث بدأ مع الكتاب فى 15 يوليو 2018 وختم القرآن الكريم فى 15 يوليو 2019، قائلاً: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه، فواجب علينا أن نتعلم القرآن ونعلمه لغيرنا فهو شرف كتبه الله لنا، واصطفانا الله على غيرنا من البشر بحمل كتاب الله، ونسأل الله التوفيق والنجاح".
وأضاف الشاب شريف خالد التهامى، أول من حفظ القرآن الكريم بالكتاب وحصد المركز الأول على الجمهورية فى حفظ كتاب الله، أنه يشارك الشيخ تميم فى تحفيظ الأطفال ومساعدتهم فى القراءة الصحيحة للآيات والسور، موضحاً ان المنهج المختلف على أيدى الشيخ تميم هو السبب الرئيسى فى نجاح الكتاب.
وأكد ابن غرب الأقصر، أن الجميع تربى على الأدب والاحترام والأخلاق القويمة داخل الكٌتاب خلال السنوات الماضية، مؤكداً على أن المشايخ بالكتاب طالما كانوا ومازالوا يساعدون بصورة كبيرة فى تكوين شخصية الطفل فى الجانب الديني، حيث نجحوا على مر السنوات الماضية فى تطوير أساليب التلقين والتعليم فيها، بجانب حلقات العلم فى تعليم الطفل الأمور الأساسية فى الدين كالوضوء الصحيح والصلاة الصحيحة والطهارة، وأخلاقيات التعامل مع المجتمع والأم والأب والجيران.
وعن الدور الكبير لكتاتيب تحفيظ القرآن الكريم، يقول الشيخ سيد محمد عبد الدايم وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، إن كتاتيب تحفيظ القرآن علامة مميزة فى مختلف أنحاء قرى ونجوع المحافظة، حيث ساعدت على مدار القرون الماضية فى إخراج نجوم مصر والعالم العربى فى القرآن الكريم، وعلى رأسهم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ أحمد الرزيقى القارئين الشهيرين، ومازالت الكتاتيب تقوم بدورها فى إخراج جيل مميزة من حفظة القرآن الكريم، مؤكداً أنه يتم أولاً بأول مراجعة كافة اعتمادات الكتاتيب فى كل مدينة وقرية، والتأكد من قوة وقدرة المحفظ فى التلاوة لتلقين الأطفال القرآن بصورة صحيحة للغاية، وكذلك إحكام الرقابة عليها للتأكد من عدم دخول أية توجهات سياسية للكُتاب الذى سيخرج أجيال من حفظة القرآن الكريم، مشدداً على أن المديرية تكرم فى كافة فعالياتها حفظة القرآن الكريم لحث جميع الأطفال على حفظ القرآن، وكانت آخرها تكرم عدد من الأطفال والفتيات فى احتفالية رأس السنة الهجرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة