ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الامريكية اليوم الثلاثاء أنه في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الصينية زيادة معدل المواليد المتناقص يسعى بعض جيل الألفية إلى اتباع أسلوب حياة يُعرف باسم "دخل مزدوج بلا أطفال".
وضربت الصحيفة مثالا على ذلك بهوانغ يولونغ، وهو شاب خضع لعملية قطع القناة المنوية وهو في السادسة والعشرين من عمره بينما يخطط للبقاء بلا أطفال ناسبة إليه قوله إنه يسعى جاهدًا من أجل أسلوب حياة يُعرف باسم "دخل مزدوج بلا أطفال" والذي أصبح مؤخرًا سائدًا في الصين.
وقالت الصحيفة إن هوانغ يولونغ لا يرغب في إنجاب طفل، مشيرًا إلى أنه عندما كان طفلاً استاء من والديه، اللذين تركاه في رعاية أقاربه أثناء عملهما في مصانع بعيدة، وكانا يزورانه مرة واحدة تقريبًا في السنة وهذا جعله لم يشعر أبدًا بالحاجة إلى أطفال يحملون لقب عائلته ولهذا أجرى العملية وهو في السادسة والعشرين.
وقال هوانغ الذي يعيش في مدينة قوانغتشو بجنوب الصين "بالنسبة لجيلنا.. الأطفال ليسوا ضرورة.. الآن يمكننا أن نعيش بدون أي أعباء. فلماذا لا نستثمر مواردنا الروحية والاقتصادية في حياتنا".
وقالت الصحيفة إن إسلوب الحياة الذي اختاره هوانغ، الذي يبلغ من العمر الآن 27 عامًا ، كان موجودا منذ عقود ولكنه لم يصبح سائدا إلا مؤخرًا حيث تسببت التكاليف المتزايدة والمشاكل الاقتصادية الأخرى في تجنب العديد من الشباب الأبوة والأمومة.
وأضافت أن السباق من أجل توفير المدارس والشقق في تصاعد وأن بعض الأزواج يقولون إنهم لا يريدون أكثر من طفل واحد بينما هناك آخرون لا يريد أي شيء على الإطلاق.
وتابعت الصحيفة أن أسلوب الحياة هذا يتعارض بشكل مباشر مع جهود الحكومة الصينية لتجنب أزمة ديموغرافية قادمة. وكانت بكين راجعت أمس الأول الإثنين سياستها الخاصة بتنظيم الأسرة لتسمح للأسر بإنجاب ثلاثة أطفال بدلاً من طفلين. وكان الهدف من الإعلان هو تشجيع الأزواج على إنجاب المزيد من الأطفال ، لكن الرجال مثل السيد هوانغ يقولون إنهم يفضلون البقاء بدون أطفال بل وحتى يعمدون إلى الجراحة لضمان ذلك.
وقالت (نيويورك تايمز) إن اختيار التعقيم الطوعي، خاصة عندما يكون الشاب غير متزوج، لا يزال يُنظر إليه على أنه من المحرمات ثقافيًا في المجتمع الأبوي في الصين. وإنه في العديد من المدن، يطلب الأطباء إثبات عقد الزواج وموافقة الشريك. وقال هوانغ إنه قبل إجراء عملية التعقيم الطوعي سأله الطبيب عما إذا كان متزوجًا ولديه أطفال وكان رده بالإيجاب ليتمكن من إجراء العملية.
وأضافت أنه يوجد في الصين الآن أكبر عدد من العزاب في العالم. وفي عام 2018، قالت الدولة إن هناك 240 مليون عازب وهو ما يمثل حوالي 17 بالمائة من إجمالي السكان. وعلى الرغم من أن النسبة لا تزال أقل مقارنة بالولايات المتحدة ، فقد ارتفع العدد بنحو الثلث منذ عام 2010.
وقال هي يافو وهو خبير سكاني مستقل في مدينة تشانجيانغ الجنوبية "الشباب اليوم ليسوا قادرين على تحمل المصاعب مثل الجيل الأكبر سناً.. يعتقد الكثيرون منهم أن الأطفال لن يهتموا بهم عندما يتقدمون في السن فحسب ، بل سيعتمدون عليهم بدلاً من ذلك.. من الأفضل توفير المزيد من المال والدخول إلى دار رعاية المسنين لمزيد من الأمان أو شراء بوليصة التأمين ".
نيويورك تايمز: إتجاه كبير فى الصين لـ"التعقيم الطوعى"
الثلاثاء، 01 يونيو 2021 07:33 م
الصين - أرشيفية
أ ش أ
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
الموضوعات المتعلقة