إشكاليات عدة يواجهها المسرح المصرى، الأمر الذى جعل بعض المثقفين والمسرحيين يرددون عبارة: "المسرح المصرى فى أزمة"، ومع انحسار دور العرض المسرحى بهدم بعضها وتحويل أخرى إلى دور عرض سينمائى؛ وصف المسرحيون واقعنا بـ"الردة المسرحية"، وكان لزامًا أن يتبنى القائمون على الفن سواء المبدعون أو الجهات التمويلية التابعة للدولة سياسة متطورة تصلح للتحدى الكبير الذى يواجهه المسرح، ورغم هذا كله، يظل السؤال؛ هل نعيش بالفعل انحسارًا مسرحيًا؟ الإجابة على هذا السؤال تتطلب الوقوف أمام الإحصائيات على المدى القريب والبعيد، لكن دعونا نبدأ بالقريب ونقف على حال مسرح الدولة آخر 5 سنوات – على سبيل المثال - لنحلل الأرقام ونعرف على أى أرض نقف.
أما عن أكثر العروض تقديمًا خلال السنوات الخمس الأخيرة، فتصدرت مسرحية "ليلة من ألف ليلة" للنجم يحيى الفخرانى ومن تأليف بيرم التونسى وإخراج محسن حلمى، أكثر العروض تقديمًا على خشبة المسرح بـ 291 ليلة عرض، وهى من إنتاج عام 2015، وتليها مسرحية "يوم أن قتلوا الغناء" من تأليف محمود جمال الحدينى وإخراج تامر كرم بـ 228 ليلة عرض وهى من إنتاج عام 2017، وجاءت ثالثًا مسرحية "قواعد العشق الأربعون" للمخرج عادل حسان بـ 185 ليلة عرض وهو من إنتاج عام 2017 ، وأخيرًا مسرحية المتفائل للنجم سامح حسين للمخرج إسلام إمام والتى حققت ما يزيد عن 175 ليلة عرض، إذ ما زالت تفتح ستائرها أمام الجمهور حتى كتابة هذه السطور.
الأرقام لا تربط بين إقبال الجمهور على العرض المسرحى والنجم، فإن كان النجمان يحيى الفخرانى وسامح حسين فى قائمة الأكثر عرضًا، إلا أن "يوم أن قتلوا الغناء" و "قواعد العشق" من بطولة مجموعة من الشباب الموهوبين، وذلك يفند إشكالية الربط بين غياب النجوم عن "أبو الفنون"، وعزوف الجمهور عن الإقبال على العروض المسرحية، فجودة العرض وجمالياته المعول الأساسى متى توافرت أقبل الجمهور .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة