فتحت السطات الجزائرية، أبواب مراكز الاقتراع أمام الجزائريين، صباح السبت، في أول انتخابات تشريعية منذ انطلاق حركة الاحتجاجات الشعبية السلمية غير المسبوقة في 22 فبراير 2019 رفضا لترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، واضطر "بوتفليقة" إلى الاستقالة بعد شهرين بعدما أمضى 20 عاما في الحكم.
وبعد تمديد عمليات التصويب لمدة ساعة، أغلقت اللجان أبوابها لبدء عمليات الفرز، حيث كشف رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، محمد شرفي، إن النظام الجديد للانتخابات أتى بفرز على مرحلتين. المرحلة الأولى الفرز يكون حسب القوائم أي عدد المقاعد المتحصل عليها من كل قائمة، أما المرحلة الثانية فيكون فيها إعادة النظر في كل ورقة انتخابية لاحتساب ما حصل عليه كل مرشح داخل القائمة بناء على ما منحه الناخبين من أصوات.
وفي ندوة صحفية لشرفي، أكد إن العملية ستكون معقدة شيئا ما بالنظر لما كانت عليه سابقا وتتطلب أكثر وقت للوصول إلى الإعلان على النتائج.
أما فيما يخص مجريات العملية الانتخابية، كشف شرفي أنها جرت في ظروف حسنة ماعد في بعض المناطق. قبل أن يضيف قائلا: "لكن الحمد لله اليوم الناخبين الجزائريين تمكنوا من اداء واجبهم، ولم نسجل الكثير من التجاوزات حول البرتوكول الصحي."
ويتوقع ألا تصدر النتائج الرسمية قبل الأحد، وتأمل الإدارة الحالية بنسبة مشاركة تراوح بين 40% و50% على الأقل، وتضم لوائح الاقتراع نحو 24 مليون ناخب لاختيار 407 نواب جدد في مجلس الشعب الوطني (مجلس النواب في البرلمان) لمدة خمس سنوات. وعليهم الاختيار من بين ما يقرب من 1500 قائمة - أكثر من نصفها "مستقلة" - أي أكثر من 13 ألف مرشح.
من جانبه أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية لـ 12جوان 2021 بلغت على الساعة الرابعة مساءا 14.47 %على المستوى الوطني.
وأضاف شرفي أن نسبة المشاركة الوطنية في الانتخابات عبر كامل التراب الوطني بلغت 14.47 بالمائة حتى الساعة الخامسة مساءا بالتوقيت المحلي، بمعدل 3402720 ناخب، في حين بلغ عدد المصوتين خارج الوطن 38708 بنسبة 4.9 بالمائة
وبحسب تلفزيون النهار الجزائري، بلغت نسبة التصويت في الولايات على النحو التالي: شلف: بلغت نسبة المشاركة :18,57% بالمائة. المدية: بلغت نسبة المشاركة 23,95 % بالمائة. تيسمسيلت: بلغت نسبة المشاركة 28,87 % بالمائة. بتيزي وزو: بلغت نسبة المشاركة 0.72 % وهذا بـ 5040 ناخب.
من جانبه أدى، رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، واجبه الانتخابي، في إطار الانتخابات التشريعية يونيو 2021، وأدلى بصوته في مدرسة أحمد عروة في منطقة نادي الصنوبر، بعين بنيان العاصمة.
وقال في تصريح صحفي، إن من حق أي مواطن أن يقاطع الانتخابات، لكن ألا يفرض أرائه وقطيعته على الغير، مشيرا إلى أن كل واحد حر في هذه البلاد.
وأضاف الرئيس تبون: "الذي يريد ان يقاطع هو حر في نفسه، وهذا واجب وطني"، مضيفا: "الذي يريد أن يصوت فله ذلك والذي لا يريد هو حر، فالديمقراطية تقتضي أن الأغلبية تحترم الآخرين".
ومضى يقول إنه "بالنسبة لي فإن نسبة المشاركة لا تهم، ما يهمني أن من يصوت عليهم الشعب لديهم الشرعية الكافية لأخذ زمام السلطة التشريعية، رغم ذلك، أنا متفائل من خلال ما شاهدته في التلفزيون الوطني. هناك إقبال خصوصا لدى الشباب والنساء. أنا متفائل خيرا".
وتابع تبون: "أعتقد أننا في الطريق الصحيح ما دمنا نتعرض للهجمات من كل جانب، لأنهم لن يرضوا أن دولة مثل الجزائر تدخل الديمقراطية من أبوابها الواسعة. أنا شخصيا كرئيس وكمواطن أؤمن إيمانا قويا أن السلطة للشعب ويمارسها من خلال من ينتخبهم".