تزال قصة الهروب الدراماتيكى لرجل الأعمال الشهير كارلوس غصن من اليابان قبل عام ونصف تحظى باهتمام واسع، لاسيما مع بدء محاكمة المتهمين بالتخطيط لهذا الهروب المثير فى طوكيو هذا الأسبوع.
حيث اعترف أب أمريكى ونجله بالاتهامات الموجهة لهما فى التخطيط لهروب رئيس شركة نيسان السابق من اليابان بدورهما فى المخطط الذى كان له صدى واسعا، وذلك فى أول ظهور لهما أمام محكمة فى العاصمة اليابانية طوكيو اليوم الاثنين.
مايكل تايلور ونجله بيتر
وكانت السلطات الأمريكية قد سلمت عميل القوات الخاصة السابقة مايكل تايلور، 60 عاما، ونجله بيتر 28 عاما على خلفية مزاعم تهريبهما لـ"غصن" من اليابان داخل صندوق آلات موسيقية فى الوقت الذى كان ينتظر فيه محاكمته فى قضية مخالفات مالية، بحسب ما ذكرت قناة CBS الأمريكية.
وفى محكمة مقاطعة طوكيو، قال الأمريكيان اليوم الاثنين أنهما لا يعارضان الحقائق التى وضعها المدعون فى لائحة الاتهام، واعترف بدورهما فى هذه الخطة. ويواجه تايلور ونجله السجن ثلاث سنوات لو تمت إدانتهما بمساعدة غصن، وهو هارب دولى حاليا يعيش فى لبنان، التى لا يوجد بينها وبين اليابان اتفاقية تسليم مجرمين.
وكان غضن مطلق السراح بكفالة فى انتظار محاكمته عن أربع اتهامات بارتكاب مخالفات مالية، والتى أنكرها، عندما استطاع أن يستقل طائرة خاصة ويتنقل إلى تركيا ثم إلى لبنان. وكان الهروب محرجا للغاية للسلطات اليابانية التى وصفتها بأنها واحدة من أكثر أعمال الهروب وقاحة وذات تنظيم جيد فى التاريخ الحديث".
وكان تايلور ونجله ومعها شخص ثالث، لبنانى الجنسية ولا يزال هاربا، قد خططوا لهروب غصن فى ديسمبر 2019، ووضعوه داخل حقيبة آلة موسيقية حتى يتمكنوا من وضعه على متن طائرة خاصة.
وسعى الأمريكيان لوقف تسليمهما إلى طوكيو، وزعما أنه من الممكن أن يتعرض لأوضاع أشبه بالتعذيب، ولم يعلقا على قضيتهما منذ وصولهما إلى اليابان أوائل مارس الماضى.
ورفض نائب المدعى العام لطوكيو، هيروشى ياماموتو التعليق على وضعهما، إلا أن وسائل الإعلام اليابانية قالت إن كلا الرجلين اعترف بارتكاب مخالفات أثناء التحقيق معهما.
وقالت الإذاعة العامة NHK إن بيتر حصل على 144 مليون ين، أى حوالى 1.3 مليون دولار من غصن لمساعدته على الهروب. فيما ذكرت صحيفة أساهى شيمبون اليومية أن الرجلين أنفقا أغلب الأموال على الإعداد للهروب، بما فى ذلك تكلفة استقلال طائرة خاصة، وزعما أنهما لم يحصلا على أموال لهما نظير المساعدة التى قدماها.
ولا يزال غصن طليقا فى لبنان حيث استجوبه محققون فرنسيون الشهر الماضى بشأن سلسلة من المخالفات المالية، من بينها الحفلات الفخمة التى تم تنظيمها فى قصر فرساى.
وجرى الاستجواب بحضور فريق الدفاع عنه والمدعى العام اللبنانى، وتم الاستماع إلى غصن كشاهد لأنه توجيه الاتهام رسميا له يتطلب أن يكون موجودا فى فرنسا.
وواجه آخرون متورطون فى قضية غصن إجراءات قانونية، منهم مساعده السابق فى شركة نيسان، جورج كيلى، الذى يحاكم أيضا فى طوكيو لدوره المزعوم فى عدم الإبلاغ عن دخل رجل الأعمال. كما حكمت محكمة تركية على طيارين وموظف آخر فى شركة طيران خاصة صغيرة بالسجن أربع سنوات وشهرين لدورهم فى هروب غصن. وكان غصن قد بدل الطيارة فى تركيا قبل توجهه إلى لبنان، وتم اتهام الأتراك الثلاثة بالتورط فى مؤامرة لتوريط مهاجر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة