في ظل بذل دول العالم جهود مضنية لتطعيم وتلقيح مواطنيها، ومواجهة أزمة كورونا وتحصين البشرية، هناك حرب شائعات ممنهجة ضد اللقاحات، لدرجة أن العالم أصبح أمام زخم وكم كبير من الأخبار المقلقة بل أمام خرافات وخزعبلات لا أساس لها ولا سند، تحاصر سكانه وخاصة بين مواقع التواصل الاجتماعى وأحاديث الشوارع حول مأمونية هذه اللقاحات من جهة، وسرد قصص تشبه الخيال مبنية على نظريات التآمر والمؤامرة من جهة أخرى.
ونموذجا على هذه المزاعم، انتشار حكايات تداولها رواد السوشيال ميديا، بأن اللقاحات تحتوى على شرائح تحتوى على معلومات وربوتات صغيرة للتحكم في البشرية، وكذلك ما أثير حول عالم حاصل على نوبل يزعم بأن متلقى اللقاح سيتوفى بعد عامين، وحكاية أن اللقاحات بها مادة تسبب العقم مستقبلا في خطة لتقليص عدد سكان الكون، وحكاية هذلية أخرى بأن هذه اللقاحات تحتوى على مواد جينيّة تؤدّى إلى تغيير الحمض النووى للإنسان، وحكايات أخرى وصفها علماء وخبراء بأنها بمثابة الهذيان.
والعجيب والمضحك أيضا، تداول أخبار حول أن الفرق الطبية ترفض أخذ اللقاح وكذلك مسئولى الدول في مشهد مضلل تماما للواقع الفعلى على أرض الواقع، إضافة إلى الأحاديث المقلقة حول الأعراض الجانبية التي تحدث لمتلقى اللقاح، وكذلك تسبب أنواع معينة من اللقاحات في حدوث نوبات قلبية أو تجلطات في الدم، وغيرها من الأمور التي خرجت منظمة الصحة العالمية وخبراء طبيون يؤكدون مرارا وتكرار كذب هذه الادعاءات وأن ليس هناك أي سند علمى لهذه المعلومات، وأن ما يحدث ما هو إلا حرب ممنهجة يستخدم فيها سلاح الشائعات والتضليل.
لكن ما يدعو للتفاؤل، أنه رغم شراسة حرب الشائعات ضد اللقاحات والتشكيك الدائم في المأمونية والفاعلية، وتداول حكايات وقصص خرافية، إلا أن الدولة المصرية وهى ليست في منعزل أو بعيدة عن هذه الحرب، تبذل جهودا كثيفة لتوفير اللقاح لمواطنيها بالمجان، وتواجه يوميا هذه الشائعات بالنفى والتوعية والعمل الدائم على الأرض لتحقيق ما تصبوا إليه من مواجهة هذا الفيروس، وهذا نراه في توسعها في افتتاح مراكز التطعيم في كافة المحافظات وكل يوم يزيد عدد هذه المراكز، واستخدامها لكافة وسائل الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا لتسهيل عمليات التسجيل والاستفسار والتواصل، إضافة إلى توسعها في الفرق المتنقلة لتطعيم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة سواء أمام الجهات الحكومية أو حتى بالذهاب إلى المنازل.
وختاما، نقول، إن العالم أصبح الآن أمام حقيقة لا خلاف عليها، أن اللقاح هو الحل الوحيد لمواجهة كوفيد 19 ، وإن هذه الشائعات إذ لم يتم التصدى لها، نظرًا لما تحويه من معلومات مغلوطة ستصبح عائقا أمام كل إنجاز، بل ستعمل على زيادة حالة التردد في الحصول على اللقاح، لذا فإن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع دولة وأفراد القيام بحملات لتوعية الرأى العام، وتزويد الجمهور بالمعلومات الصحيحة فى الوقت المناسب، بما يؤدى إلى الحد من انتشار هذه الشائعات ومواجهتها، والتشجيع على التطعيم باعتباره طوق النجاة الوحيد من هذا الفيروس اللعين..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة