يتوجه الإيرانيون يوم، الجمعة المقبلة، 18 يونيو، لاختيار خليفة الرئيس حسن روحانى من بين 7 مرشحين بينهم 5 ينتمون للتيار المحافظ والمتشدد و2 غير بارزين محسوبين على المعسكر الاصلاحي والمعتدلين، وسط مخاوف من السلطات من انخفاض نسبة المشاركة وعزوف الإيرانيين عن التصويت، بسبب موجة غضب اثارها مجلس صيانة الدستور قبل الانتخابات، اثر رفض مرشحين بعينهم ومنعهم من خوض السباق، من أجل افساح المجال لفوز المرشح المقرب من المرشد الأعلى، وفقا لتحليل المراقبين، الذين وصفوها بانتخابات "غير تنافسية وصورية".
والمرشحون هم: إبراهيم رئيسى رئيس السلطة القضائية (التيار المحافظ)، ومحسن رضائى (التيار المحافظ)، وسعيد جليلى (محافظ متشدد)، وعلى رضا زاكانى (محافظ متشدد)، وأمير حسين قاضى زادة هاشمى (محافظ متشدد)، وعبد الناصر همتى (اصلاحي)، ومحسن مهر على زادة (إصلاحي).
وبينما تدعم بعض الأحزاب الإصلاحية مثل حزب كوادر البناء المرشح عبد الناصر همتي، فيما يرى إصلاحيون أن الأخير هو استمرار لحكومة الرئيس حسن روحاني، ولم يقدم المعسكر الاصلاحى أى مرشح فى هذه الانتخابات، فيما يبدو أن تشتت الأصوات سيكون حليف المعسكر المحافظ الذى يتعدد مرشحيه، حيث لم يتمكن من الاجماع على مرشح واحد.
ويبلغ عدد الناخبين فى إيران 59 مليونا و310 آلاف 307 أشخاص، منهم مليون و392 ألفا و148 شخصا يشاركون لأول مرة فى الانتخابات، ةتنتهى الحملات الدعائية 16 يونيو، وفى 17 يونيو ستدخل البلاد فترة الصمت الانتخابي.
ووفقا لآخر استطلاع للرأى لمركز ايسبا الطلابى التابع للحكومة الإيرانية، فان نسبة المشاركة ستصل إلى 41%، فيما قال أن 32.4% قالوا أنهم لن يشاركوا ، و 12.7% لم يقرروا بعد.
كما اتخذت وزارة الداخلية الايرانية المشرفة على سير عملية الاقتراح تدابير أمنية، وأكد وزير الداخلية الإيرانى عبد الرضا رحمانى فضلى، أن جهود المسؤولين الأمنيين والقضائيين والعسكريين والسياسيين، تهدف إلى اقامة انتخابات حماسية وسليمة ومن دون أحداث جانبية وبمشاركة شعبية واسعة.
وبالتزامن مع اقتراع الداخل، تفتح السفارات الإيرانية أبوابها أمام الجاليات الإيرانية فى الخارج للتصويت، وبحسب وزارة الخارجية فإن عدد مواطنيها المؤهلين للتصويت يبلغ 3مليون و 500 ألف شخص، وهناك 234 مركز اقتراع تم إنشاؤها في 133 بعثة أجنبية، لكن في 3 دول لم تتمكن الحكومة الإيرانية من إجراء الاقتراع احداها كندا بسبب قطع علاقاتها الدبلوماسية منذ 9 سنوات، ورفض الحكومة الكندية اجراء انتخابات على أرضها.
ودعا عددا من الشخصيات السياسية الإيرانية إلى مقاطعة هذه الانتخابات، من بينها مير حسين موسوى زعيم الحركة الخضراء الاصلاحى والمرشح الخاسر فى انتخابات 2009 المثيرة للجدل ويخضع حاليا للاقامة الجبرية، والرئيس السابق المشدد محمود أحمدى نجاد.
لكن الزعيم الاصلاحى والرئيس الإيرانى الأسبق سيد محمد خاتمى، دعا ضمنًا مؤيديه إلى المشاركة، وفي رسالة إلى أعضاء حزب "شباب إيران الإسلامي"، وصف الرئيس الإيراني الأسبق، المناخ السياسي الحالي في إيران بأنه "بارد وكئيب"، قائلاً: "المجتمع بحاجة إلى الحيوية والأمل والرغبة في المشاركة في هذه الساحة المصيرية".
وأعرب خاتمي عن أمله في أن تتمكن جميع الأحزاب من "التعرف بشكل صحيح على مسؤوليتها تجاه الوطن والشعب في هذا الوقت الحرج، وأن تنجح في القيام بهذه المسؤولية".