نلقى الضوء على كتاب "طب الركة" للطبيب عبد الرحم أفندى إسماعيل (1867- 1897)، والكتاب من الكلاسيكيات شبه المجهولة فى أدبيات الطب الشعبى والفلكلور المصرى، قدم له وحققه المترجم ماجد محمد فتحى.
ومعنى "الركة" كما ذكرها عبد الرحمن إسماعيل "قطعة من الخشب ينفض عليها الكتاب. وكانت هذه العملية يعهد بها إلى النساء، فكن يجتمعن للقيام بما فرضه عليهن أزواجهن أو سادتهن من الأعمال، فتدور المحادثة بينهن على الافتخار بنجاح وصفة جربتها إحداهن لبنت من بناتها، ومن هنا نسبة هذه الوصفات للركة".
ويتناول الكاتب طرق العلاج الشعبية التى انقرضت الآن وطويت فى مجاهل النسيان، ولم يتبق منها إلا النذر اليسير فى قرانا ومدننا المصرية.
وقام الدكتور عبد الرحمن إسماعيل – بحكم تخصصه كطبيب – فى كتابه "طب الركبة" بتحليل طرق العلاج الشعبى فى عصره، لتوضيح مدى فعاليتها فى العلاج، ويضم الكتاب العديد من التحليلات والتفسيرات الاجتماعية- بالدقة العلمية السائدة فى ذلك العصر – لكثير من الظواهر التى رصدها لمؤلف.
كما يقدم الكتاب شرحا لكثير من الرقى والتعاويذ والأعمال السحرية التى يعتقد الناس فى فعاليتها فى شفاء مرض معين أو اتقاء شر ما.
وقد بين المؤلف الطبيب بعد هجومه على هذه الوسائل وانتقادها وبيان مضارها على الناس أن التخلص من الاعتقاد فى هذه الوسائل وعدم اللجوء إلى الطبيب قد ترسخ فى نفوس المصريين باختلاف طوائفهم وثقافتهم وأنه ليس من السهل التخلص من إيمانهم بها.
والكتاب فى حد ذاته خير مرجع يمكن أن يعطينا صورة عن الطب الشعبى الذى تمتزج فيه الممارسة السحرية مع استخدام النباتات الطبية والمواد الكيميائية فى أواخر القرن التاسع عشر.
كما أنه مصدر قيم لدارسى تاريخ الطب والأنثروبولوجيا، ولدارسى الفولكلور والتراث الشعبى وعلم الاجتماع فضلا عن سلاسته لفهم القارئ العادى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة