يوقع الرئيس الأمريكى جو بايدن مساء اليوم الخميس على قانون لجعل يوم 19 يونيو من كل عام يوما وطنيا على الصعيد الفيدرالى للاحتفال بإنتهاء العبودية.
يأتى هذا بعدما أقر مجلس النواب أمس الأربعاء مشروع قانون لجعل 19 يونيو عطلة اتحادية بمناسبة انتهاء استعباد الأمريكيين للسود، وتحيى المناسبة ذكرى يوم دارت أحداثه عام 1865 عندما أبلغ الجنرال بجيش الاتحاد جورجون جرانجر السود في جلافيستون تكساس بانتهاء العبودية بموجب إعلان التحرير الذي أصدره الرئيس أبراهام لينكولن خلال الحرب الأهلية قبل عامين من هذا اليوم.
لكن هل تعد هذه الخطوة كافية لمحو تاريخ أسود من العبودية فى الولايات المتحدة؟
هذه المأساة التى لا تزال تطارد أمريكا فى العصر الحديث، بدأت عندما وصل عدد من الأفارقة الذين تم استعبادهم إلى المستعمرات البريطانية على غير إرادتهم.
وكتب جون رولف، أحد المستوطنين الإنجليز الأوائل لأمريكا الشمالية، فى خطاب عام 1619، فإن 20 أو أكثر من الزنوج تم جلبهم بسفينة هولندية إلى المستعمرات الإنجليزية الوليدة، ليصلوا إلى ما أصبح يعرف الآن بفورت هامبتون ثم بوينت كونفرت فى ولاية فرجينيا.
ورغم أن العبيد الأفارقة كانوا جزءا من التاريخ البرتغالى والأسبانى والفرنسى والبريطانى فى الأمريكيتين، كما تقول صحيفة الجارديان، فإن الأسرى الذين وصلوا إلى فرجينيا كانوا أول عبيد يصلوا إلى ما أصبح بعد 150 عاما يعرف باسم الولايات المتحدة.
وعلى مدار مئات السنين، كان وصول الأسرى يطغى على كل اللحظات الكبرى فى التاريخ الأمريكى، وبعد وصول الأسرى الأوائل إلى سواحل فرجينيا، ظلت أغلبية البلاد من البيض واعتمدت بشكل أساسى على عمل العبيد من الأمريكيين الأصليين والأوروبيين البيض الذين كانوا خدما. وظل الأمر هكذا حتى نهاية القرن السابع عشر عندا أصبح لتجارة العبيد عبر الأطلنطى تأثيرها على المستعمرات الأمريكية.
العبودية
فى عام 1661، تمت كتابة أول قانون لمكافحة التجانس، والذى يحظر الزواج بين الأعراق، ليصبح قانونا فى ماريلاند، وحتى ستينات القرن الماضى، كانت 21 ولاية لا تزال تطبق هذه القوانين. وكانت ولاية ألابانا أخر ولاية ألغت الحظر المفروض على الزواج بين الأعراق فى عام 2000.
فى عام 1776، كان إعلان الاستقلال الذى تضمن فى سطوره الأولى أن "جميع الرجال خلقوا متساوين، وأن خالقهم منحهم حقوق معينة لا يمكن التصرف فيها" لم يمد هذا الحق إلى العبيد أو الأفارقة أو الأمريكيين الأفارقة. وألغى النسخة النهائية من الإعلام إشارة إلى التنديد بالرق. وكان كاتب تلك السطور هو توماس جيفرسون أحد ملاك العبيد، ثم ألغى الإشارة بعد تلقيه انتقادات من أخرين استعبدوا السود.
وكان ثمانية من أول 12 رئيس للولايات المتحدة من ملاك العبيد. وفى عام 1865 كانت الحرب الأهلية الأمريكية مستمرة، التى كان سببها رغبة ولاية الجنوب فى إبقاء العبودية.
وفى عام 1868 حصل الرجال الأفارقة الأمريكيين على الحق فى التصويت كما تم منحهم حق الحصول على المواطنة فى حال أن يكون مولودا فى الأراضى الأمريكيى، وامتد هذا إلى أسلاف العبيد السود المحررين والمهاجرين حتى الآن.
حق التصويت
لكن استمرت العنصرية قائمة بشكل كبير فى أمريكا وكانت قوانين الفصل المعروفة باسم قوانين جيم كرو دليلا على ذلك، فقد حظرت على السود الشرب من نفس نوافير المياه أو الأكل من نفس المطاعم أو الالتحاق بنفس المدارس الخاصة بالبيض، واستمر هذا حتى ستينيات القرن الماضى، كما تم استبعادهم من كثير من الوظائف وفرص العمل.
وفى الفترة التى سبقت نهاية عصر جيم كرو وعصر الحقوق المدنية، استمر القتال، فبدأ الجيش الأمريكى بإلغاء الفصل العنصرى عام 1948، وفى عام 1954، أصدرت المحكمة العليا قرارها بعدم دستورية الفصل العنصرى، وأن المدارس يجب أن تندمج، وقاد زعماء الحقوق المدنية مسيرات لمناهضة الفصل العنصرى فى جميع أنحاء البلاد.
الفصل فى مياه الشرب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة