أنظار دولية وإقليمية متعلقة بالجولة الأولى للانتخابات الفرنسية، التى تحسم الكثير من الجدل فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتى تمثل بروفة عامة لجميع الأحزاب فى فرنسا، حيث يصوت الفرنسيون الأحد لاختيار أعضاء مجالس مناطقهم فى دورة أولى من اقتراع يشهد نسبة امتناع كبيرة بعد حملة غابت بشكل شبه كامل بسبب وباء كوفيد.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة لهذه الانتخابات التى تأخرت ثلاثة أشهر بسبب الأزمة الصحية وتجرى على أساس نسبى فى دورتين الأولى اليوم والثانية فى 27 يونيو.
وصرحت وزارة الداخلية الفرنسية، بأن نسبة المشاركة فى الاقتراع قد بلغت 21.97% عند الخامسة مساء اليوم، بعد أن توجه الناخبون الفرنسيون اليوم الأحد إلى مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الدور الأول من الانتخابات الإقليمية، فيما ستجرى جولة الإعادة الأحد المقبل 27 يونيو الجاري.
ويبلغ عدد الفرنسيين الذين يملكون الحق فى التصويت فى الانتخابات الإقليمية حوالى 47,9 مليون ناخب من بينهم 1,5 مليون يعيشون خارج فرنسا، وخلافا للانتخابات المحلية التى يسمح فيها تصويت الأوروبيين المقيمين بفرنسا، فهذه المرة ليس لهم حق الانتخاب .
من ناحية أخرى، يتنافس 15786 مرشحا على إجمالى 4108 مقاعد فى معظم المقاطعات الإدارية الفرنسية، بما فى ذلك أقاليم ما وراء البحار، و يوجد فى فرنسا 103 مقاطعات، ولكن هناك بعض الأقاليم الاستثنائية التى لن تجرى انتخابات المقاطعات، مثل العاصمة باريس ومنطقة ليون الكبرى، فيما سيصوت الفرنسيون لانتخاب 14 رئيسا للأقاليم، 12 فى البر الرئيسي، بالإضافة إلى جوادلوب فى جزر الأنتيل ولاريونيون فى المحيط الهندي.
وقد امتنع نحو 51 %عن التصويت فى الدورة الأولى من انتخابات 2015، بينما قد تبلغ هذه النسبة 60 % أو أكثر هذا العام، حسب توقعات مختلف مؤسسات استطلاعات الرأي.
ومن ناحيته صوّت إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية فى لو توكيه، ورافقته زوجته حيث استقبلتهما الكاميرات الكثيرة التى كانت تنتظره عند مدخل مركز الاقتراع، وذلك بعد أن تجول لفترة قصيرة داخل مركز الاقتراع.
كما صوّتت رئيسة التجمع الوطنى مارين لوبان فى هينين بومون (باس دى كاليه)، حيث كانت مرشحة للمقاطعة.
ونشرت صحيفة يورو نيوز تقريرًا أشارت فيه إلى أن التجمع الوطنى الممثل لليمين المتطرف، الذى تقوده مارين لوبان المرشحة التى خاضت الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية فى 2017، يحقق تقدما لا سيما أن امتناع الناخبين عن التصويت يصب فى مصلحتها، بينما لا يبدو حزب الرئيس إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" فى وضع قوي.
ويرجح فوز "التجمع الوطني" فى الدورة الأولى فى ست مناطق ولا سيما فى بروفانس-ألب كوت دازور حيث كان اليمين المتطرف لاعبا مهما لأكثر من ثلاثين عاما.
فى 2015، تقاسم اليمين واليسار المناطق لكنهما أخفقا فى التأهل للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد 15 شهرا. وهذا العام، يُبدأ الاقتراع إلى جانب انتخابات المقاطعات، فى نهاية حملة استثنائية جدا، فالإجراءات الصحية منعت التجمعات والتنقل بين المنازل، وتجول المرشحون فى الأسواق لتوزيع منشورات لكن بكمامات تغطى وجوههم. وشهدت لقاءات مع الناخبين بعض الحوادث فى بلد تفاقم فيه التوتر الاجتماعى بسبب أشهر الأزمة الصحية، فقد ألقى طحين على ثلاث شخصيات سياسية على الأقل بينما تعرض رئيس الدولة نفسه لصفعة.
وتعتبر نسبة المشاركة فى الانتخابات الإقليمية اليوم الأحد من بين أبرز الرهانات كون أن الفرنسيين غالبا ما يغيبون عن التصويت فى مثل هذا الاستحقاق.
ويتعلق الرهان الثانى بالنتيجة التى سيحققها حزب "التجمع الوطني" اليمينى المتطرف الذى تتزعمه مارين لوبان.
أما الرهان الثالث فيكمن فى امتحان قوة وشرعية الحزب الحاكم "الجمهورية إلى الأمام" لإيمانويل ماكرون قبل عام من الانتخابات الرئاسية .
وإذا فاز حزب ماريان لوبان، فستكون نقطة تحول سياسية أخرى لفرنسا، لأن ما حققه الحزب حتى الآن هو احتلال بعض المجالس البلدية الإقليمية، ولكن ليس لتولى إدارة أى من المناطق الـ 13 فى العاصمة الفرنسية، ومع ذلك، فقد بنت الجبهة الوطنية على مر السنين قاعدة انتخابية صلبة، ليس فقط فى منطقة البحر الأبيض المتوسط. وفى شمال فرنسا، فى منطقة Grand Est، التى تضم الألزاس ومناطق أصغر أخرى .
وليس من المستغرب أن تعتبر الرئيسة مارين لوبان الانتخابات الإقليمية بمثابة نقطة انطلاق على طريق صعودها إلى الرئاسة، بعد أن هزمت فى مايو 2017 فى الجولة الثانية أمام إيمانويل ماكرون.
وتسعى ماريان إلى توسيع نطاق عملائها الانتخابيين خارج الطبقة العاملة، حيث تنجح بالفعل، لذا بينما فى الشؤون الأوروبية صححت لوبان مسار الحزب، يظل الأمن الداخلى فى صميم برنامجها حتى فى الانتخابات الإقليمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة