أدرجت منظمة اليونسكو الأممية البندقية وبودابست على قائمة آثار التراث العالمى المهدد، حسبما أفادت بذلك وكالة AFP نقلا عن توصيات واردة من الأجهزة الاستشارية للمنظمة.
وقالت الوكالة إن التأثير السياحى كان أحد الدوافع الرئيسية التى جعلت "اليونسكو" تقدم طلبا إلى الأمم المتحدة بإدراج البندقية على قائمة الآثار المهددة للتراث العالمى، وتدعو "اليونسكو" بصورة خاصة إلى منع السفن السياحية كبيرة الإزاحة من دخول خليج البندقية.
يذكر أن السلطات الإيطالية كانت قد أعلنت فى وقت سابق عن الحظر المفروض على دخول السفن السياحية فى الخليج، إلا أنها عجزت عن إيجاد مسار بديل لها ولا تزال السفن تدخل خليج البندقية دون أن تلقى أى حاجز، والمشكلة قائمة، مع العلم أن البندقية أدرجت عام 1987 على قائمة التراث العالمى لليونسكو.
والبندقية تلك المدينة العائمة التى عرفت على مدار قرون طويلة بأنها إحدى الروائع الهندسية فى العالم، وأكثر المدن رومانسية على وجه الأرض، لكن هذا الجمال والطبيعة النادرة للمدينة أصبحا مهددين بالاختفاء، فأمواج البحر الادرياتيكى يمكن ان تبتلعها فى أى وقت ما لم يتم تدارك نذر الخطر الممثلة فى ارتفاع نسبة المياه والاحتباس الحرارى.
قديما وفى القرن السادس الميلادى بنى أهالى البندقية أو (لاسيرينيسما) كما ينطق اسمها بالإيطالية حواجز خشبية دفاعية لمنع البحر من ان ينال بأمواجه جدران ابنيتهم التي اقاموها في هذه المدينة (الطفلة) فى ذلك الوقت، وفي القرن الثامن عشر استبدلت الحواجز الخشبية بجدران من الحجارة أكثر متانة لدرء الخطر عن السكان.
لكن النوع الجديد من المخاطر والذي يهدد المدينة والذي يتنوع بين الاحتباس الحراري وارتفاع نسبة المياه يعد خطراً غير مسبوق، ويطلق الناشطون في الدفاع عن المدينة صيحة تحذير عالية قائلين (ما لم يبدأ عمل فوري وسريع لإنقاذ مدينتهم فان احفادهم لن يتمكنوا مشاهدة احدى أجمل مدن العالم في المستقبل. وسادة الانقاذ واستجابة لصيحة التحذير تلك بدأ تنفيذ مشروع جرئ هدفه رفع أجزاء من المدينة فوق المياه وحمايتها من الأمواج. هذا المشروع المعقد والطموح في آن واحد يشمل وضع دعائم بحيث تشكل وسادة مادية لأجزاء من ساحة (سان ماركو) التاريخية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة