حذرت إيران الولايات المتحدة من نفاد صبرها إزاء المفاوضات الجارية فى فيينا بشأن إمكانية استئناف الاتفاق النووى المبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015، وقالت "إنها لن تتفاوض إلى ما لا نهاية"، وذلك ردا على التهديد الأمريكى باحتمالية الانسحاب القريب من المباحثات.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده على حسابه فى "تويتر" على أن إيران، بسبب "التزامها الراسخ بالاتفاق الذى حاولت الولايات المتحدة نسفه"، كانت أنشط طرف وصاحب معظم الاقتراحات فى مفاوضات فيينا.
وأشار الدبلوماسى الإيرانى إلى أن طهران لا تزال تؤمن فى إمكانية التوصل إلى اتفاق جديدة إذا قررت الولايات المتحدة التخلى عن "الإرث الفاشل" الذى تركه الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب.
وتابع خطيب زاده محذرا واشنطن: "إيران لن تتفاوض إلى ما لا نهاية".
وعقب انتخاب إبراهيم رئيسى الذى ينتمى للتيار المحافظ بدأت لهجة طهران تتصاعد ضد واشنطن، وقال رئيس برلمان المتشددين، محمد باقر قاليباف، إن طهران لن تقدم أبدا صور بعض المواقع النووية الإيرانية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأن اتفاق التفتيش مع الوكالة انتهى أجله.
وأضاف قاليباف: "بعد مضى 3 شهور لم يتم تمديد الاتفاق المؤقت مع الوكالة، ولم يتم تسليمها تسجيلات كاميرات المراقبة، وهى لا تزال بحوزة إيران، وقانون البرلمان الإيرانى يتم تطبيقه بدقة".
وجاءت تصريحات قاليباف، خلال اجتماع البرلمان الإيرانى ردا على تصريحات النائب فى البرلمان، على رضا سليمي، حيث قال الأخير: "لقد منحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ثلاثة أشهر وفقا للقانون البرلماني، ومددت هذه الفرصة لشهر آخر، لكن الآن هذه الفرصة انتهت منذ ثلاثة أيام، وعلينا الدفاع عما تضمنه قرار البرلمان".
ومن جهته لم يؤكد قاليباف، الذى هو إيضا عضو فى مجلس الأمن القومى الإيراني، إن كان المجلس قرر تمديد الاتفاق أم لا.
ويأتى الرد الإيرانى تعقيبا على تصريح لوزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قال خلاله " إن إمكانية انسحاب واشنطن من محادثات فيينا الخاصة بإيران باتت قريبة، مشيرا إلى أنه ليس بإمكانه تحديدَ موعد لذلك".
كما أكد وزير الخارجية الأمريكى أنه لا تزال هناك اختلافات جوهرية مع طهران بشأن الاتفاق النووي. مشيرا إلى أن واشنطن لن تتوصل إلى صفقة مع إيران إلا إذا أوفت بالتزاماتها النووية.
فيما قال المبعوث الأمريكى الخاص إلى إيران روبرت مالى إن بلاده لن توافق على إزالة جميع العقوبات التى فرضتها إدارة ترامب على طهران.
وكان مسئول فى الخارجية الأمريكية تحدث عن وجود خلافات عميقة وخطيرة مع إيران لم يتم تجاوزها حتى الآن فى مفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن. وقال إن الخلافات تتعلق بمجموعة من القضايا، بينها الخطوات النووية التى يتعين على إيران اتخاذها للامتثال للاتفاق قبل تخفيف العقوبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة