"داعش وسوريا" ثنائية الأزمة العربية فى العقد الماضى.. أبو الغيط يدعو لمعركة "الفكر" ضد داعش لتقويض حلمه بالعودة.. ويشدد على ضرورة الحل السياسى فى سوريا.. ويؤكد: عروبة دمشق ثابتة رغم محاولات تجريدها من الهوية

الثلاثاء، 29 يونيو 2021 03:00 ص
"داعش وسوريا" ثنائية الأزمة العربية فى العقد الماضى.. أبو الغيط يدعو لمعركة "الفكر" ضد داعش لتقويض حلمه بالعودة.. ويشدد على ضرورة الحل السياسى فى سوريا.. ويؤكد: عروبة دمشق ثابتة رغم محاولات تجريدها من الهوية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشاركة ملموسة من جانب جامعة الدول العربية، وأمينها العام أحمد أبو الغيط، فى مؤتمرين وزاريين، عقدا الاثنين فى العاصمة الإيطالية روما، دار أحدهما حول الحرب على تنظيم داعش الإرهابى، بينما كان مستقبل الأوضاع فى سوريا هو محور اهتمام الثانى، وهو ما يمثل انعكاسا صريحا للترابط الكبير بين القضيتين، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن الأراضى السورية كانت جزءً من الأراضى التى سيطر عليها التنظيم لسنوات فى أعقاب فوضى ما يسمى بـ"الربيع العربى"، بالإضافة إلى حالة الاستقطاب بين العديد من القوى الدولية التى ترغب فى فرض سيطرتها على سوريا، للسيطرة على مقدراته، تحت ذريعة الحرب على الإرهاب.

ولعل كلمة أبو الغيط، أمام الاجتماع الوزارى للتحالف الدولى ضد داعش، قد تلامست بشكل صريح مع مخاوف عودة التنظيم المتطرف، حيث أكد أن ثمة إشاراتٍ مُقلقةً على عودة الشبكات الداعشية والخلايا النائمة لهذا التنظيم الإجرامى للعمل بآليات جديدة، ليس من أجل السيطرة على الأرض والتحكم فى السكان، ولكن بهدف ضرب الاستقرار وتخريب المجتمعات وتهديد حياة المدنيين واستهداف المصالح والأهداف الحيوية.

ويعد التصعيد الكبير فى العمليات الإرهابية فى كلا من سوريا والعراق، بالإضافة إلى بعض المناطق الأخرى، ولو بدرجة أقل، دليلا دامغا على الخطر المحدق بالمنطقة، فى ظل رغبة التنظيم المتطرف فى العودة من جديد، وهو ما يتطلب عملا جماعيا، يمكن من خلال تقويض "الحلم" الداعشى، كما نجح المجتمع الدولى عبر تضافره، فى القضاء على سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من الأراضى.

 

 

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط فى كلمته أمام المؤتمر

يقول أبو الغيط إن اجتثاث التنظيمات الداعشية والخلايا النائمة يتوقف على قدرة أعضاء التحالف على مواصلة العمل الجماعى، خاصة على صعيد التنسيق العملياتى وتبادل المعلومات وتجفيف المنابع ودعم بناء القدرات الذاتية للقوات الأمنية المحلية التى تواجه داعش فى الميدان.

وأشار إلى العمل الجماعى العربى، كجزء لا يتجزأ من المعارك التى خاضتها العديد من الدول العربية، فى معركتها مع الإرهاب، حيث أكد على أن الكثير من آليات العمل الجماعى العربى، مثل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب واتفاقية مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، يجرى تركيزها منذ ظهور هذا التنظيم على هدف مواجهته، وبقية التنظيمات المتطرفة العابرة للحدود

ولم يتجاهل الأمين العام للجامعة العربية أهمية الحرب الفكرية على الإرهاب، مؤكدا أن القضاء عليه يقتضى بالضرورة تبديل وتطوير الظروف، الأمنية والسياسية، إلا أنه فى الوقت نفسه هناك حاجة ملحة للتعامل مع العوامل الفكرية والثقافية والدينية التى تُمكِّن العناصر الداعشية من تجنيد شبابٍ جُدد يُصبحون مكامن تهديد داخلية للمجتمعات، مشددا على ضرورة تسوية النزاعات المشتعلة والأزمات المستحكمة فى بعض مناطق العالم العربى سيكون من شأنها سد ثغرات كثيرة تستغلها داعش فى النفاذ والتمدد.

 

 

سوريا عانت الأمرين بسبب الإرهاب خلال العقد الماضى

على جانب أخر، شارك الأمين العام فى مؤتمر وزارى حول سوريا، حيث واجه الحضور بحقيقة مفادها أن الهدوء الذى تشهده الساحة السورية حاليا، ما هو إلا هدوء هش، لا ينفى ما يواجهه السوريون من تدهور متسارع في كافة ظروف الحياة، وبحيث صار 11 مليوناً منهم –في داخل سوريا- في حاجة إلى مساعدات إنسانية وغذائية.. فضلاً عن أن ما يقرب من نصف السوريين صار -للأسف- خارج سوريا.

وأعرب أبو الغيط عن الرفض الكامل لتقسيم سوريا عمليا إلى مناطق نفوذ قوات وجيوش أجنبية تتواجد على الأرض، موضحا أن الترتيبات التى تجرى على الأرض تبقى مؤقتة وهشة.

وأشار إلى المبادئ التى تبنتها الجامعة العربية فى تعاملها مع الأزمة السورية منذ بدايتها، أولها هو الحفاظ على سيادة سوريا وتكامل ترابها الوطني عبر رفض التدخل الأجنبي والتواجد العسكري الأجنبي على أرضها، والثاني هو أن الحل السياسي يبقى السبيل الوحيد لمعالجة جذور الأزمة السورية بدلاً من معالجة مظاهرها أو تسكين أعراضها.

الجامعة العربية

وشدد أبو الغيط على ضرورة إيجاد حل سياسى للأزمة السورية، مؤكدا أن هناك حاجة ملحة للتفكير بعمق في المسار والآليات التي تم اتباعها عبر العامين الماضيين لإيجاد حل سياسي للأزمة، وما إذا كانت هذه الآليات ما زالت مناسبة، أخذاً في الاعتبار التطورات الميدانية التي طرأت على طبيعة الصراع في سوريا وعلى موازين القوى المختلفة في هذا الصراع.

ودعا إلى التفكير بجدية في اشراك أكبر وأوسع في تسوية الأزمة لأطراف من أصحاب المصلحة في استقرار سوريا، بما في ذلك الأطراف العربية ذات الاهتمام بالأزمة السورية، والتي تأثرت أكثر من غيرها، وعلى مستويات مختلفة، بما جرى في هذا البلد خلال العشرية الماضية.

وأعرب الأمين العام عن حرص الدول أعضاء الجامعة العربية على استقرار سوريا وعروبتها، والتي تبقى حقيقة راسخة برغم أية تغيرات طارئة أو محاولات لسلخ سوريا بعيداً عن عروبتها، أو دفعها دفعاً لتلبية أجندات أخرى أو مصالح إقليمية غريبة عنها

 

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة