يسبب فيروس كورونا مجموعة واسعة من الأعراض، وتشمل المظاهر السريرية الأكثر شيوعًا ارتفاع درجة الحرارة والسعال وصعوبة التنفس، ومع ذلك تظهر لدى بعض الأشخاص أعراض أخرى، مثل الصداع وآلام الجسم وأعراض الجهاز الهضمى وفقدان التذوق والشم، ووجدت دراسة جديدة أن هناك جينات معينة بالجسم قد تكون مرتبطة بفقدان حاسة الشم لدى المصابين بفيروس كورونا.
فقدان الشم في مرضى كورونا
ومنذ بداية الوباء العالمي، الذي تم اكتشافه لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019، أبلغ العديد من المرضى عن أعراض متفاوتة، بما فى ذلك فقدان حاسة الشم والتذوق.
ويعتبر فقدان حاسة الشم الآن من الأعراض العصبية الرئيسية لفيروس كورونا، وأحد المؤشرات الأولى والأكثر شيوعًا التي تم الإبلاغ عنها للمرحلة الحادة لعدوى كورونا، وعلى الرغم من أن العديد من المرضى أبلغوا عن هذه الأعراض، فلا يوجد حتى الآن تفسير واضح لسبب حدوثها.
وقامت شركة أمريكية مباشرة بدراسة، وأجرى الفريق دراسة ارتباطية على مستوى الجينوم لفقدان حاسة الشم المرتبط بكورونا، بعد جمع بيانات من أكثر من مليون مشارك، وطُلب منهم الإبلاغ عن الأعراض التى عانوا منها أثناء الإصابة بكورونا.
وأبلغ نحو 68% من المشاركين بالبحث عن فقدان حاسة التذوق أو الشم عندما ثبتت إصابتهم بكورونا، بينما لم يبلغ 22543 فردًا ممن ثبتت إصابتهم بالفيروس عن أى فقد فى حاسة الشم أو التذوق، وأجرى فريق البحث تحليلًا "جينومى" بشكل منفصل فى عينات من أصول أوروبية، وأفريقية أمريكية، ولاتينية ، وشرق أسيوية ، وجنوب أسيا، واستخدموا النتيجة لإجراء تحليل عرقي.
وأظهرت نتائج الدراسة ارتباطًا بجينات معينة بالجسم تحديدا فى الخواص الشمية والتى تعمل كأنزيمات استقلاب للرائحة وظهور فقدان الشم في الأشخاص المصابين بفيروس كورونا، وتلعب هذه الجينات دورًا مهمًا في فسيولوجيا الشم.
نظرًا لأن هذه الجينات تلعب دورًا في التمثيل الغذائي وإزالة السموم من المركبات الشمية، فمن المتوقع أن تؤثر على فسيولوجيا الخلايا المصابة، ما يسبب ضعفًا يسبب فقدان حاسة الشم بشكل مؤقت.
ومع ذلك قد يعانى بعض الأشخاص من فقدان حاسة الشم ما بعد الفيروس أو نقص حاسة الشم أو ضعف القدرة على الشم، ولكن بشكل عام يستعيد بعض المرضى قدرتهم على الشم في الوقت المناسب، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى مساعدة طبية أو علاج.
ويمكن أن تساعد هذه الدراسة أيضًا في إلقاء الضوء على كيفية تأثير الفيروس على الجهاز الشمي ، وتحديد الأشخاص المعرضين بشكل خاص لخطر هذه الأعراض، والمساعدة في تطوير علاجات محتملة لبعض الأشخاص الذين يصابون بفقدان حاسة الشم بعد الفيروس الذي يمكن أن يؤثر على حياتهم اليومية.