مشاهد تفقد رئيس الوزراء المصرى لخطوط إنتاج لقاح كورونا فى مصنع العجوزة الأيام الماضية، ثم تأكيدات مسئولين بالقطاع الصحى حول إنتاج مليون جرعة من لقاحات "فاكسيرا – سينوفاك"، عبر 3 تشغيلات تجريبية، حدث تاريخى بعث رسائل أمل وسعادة لكل المصريين، وهم يرون دولتهم على خطى الكبار رغم التحديات والصعاب، ليكون لسان حالهم، معقول يكون لدينا لقاح مصري مثلنا مثل الدول العظمى؟ ومعقول إنتاج 80 مليون جرعة قبل نهاية العام لتطعيم 40 مليون مواطن؟ فلما لا؟، والعالم أجمع ينظر إلينا الآن بعين الإشادة والاحترام لما قدمته دولتنا خلال جائحة كورونا العالمية، وإجراءاتها الصارمة لحماية مواطنيها من الوباء، لدرجة وصلت إلى اندهاش المنظمات الدولية رغم سقوط أعتى المنظومات الصحية أمام هذه الجائحة.
وما يزيد الأمر تفاؤلا، أن مصر تسعى الآن بكل جهد لتوطين صناعة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وذلك جنبًا الى جنب مع توفير الاعتمادات المالية لجلب أكبر قدر ممكن من اللقاحات من مصادرها المتنوعة، وذلك لحماية المواطنين ومن أجل تحقيق استراتيجية الاكتفاء الذاتى من الدواء، ولتثبت أنها تسير على خطى الكبار، ولتكون أول دولة فى قارة أفريقيا إنتاجا للقاح لينضم هذا الإنجاز إلى سلسلة الإنجازات في الارتقاء بمنظومة الصحة، وأبرزها إنشاء أكبر مدينة للدواء فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واعتبارها مركزاً لوجيستياً لتصنيع الدواء على المستوى الإقليمى بالمنطقة.
غير أن هناك أهمية كبرى من تصنيع لقاح محلى، كونه خط دفاع لحماية المواطنين، إلا أن هناك فائدة أخرى يجب أن لا نغفلها، وهى أن دخول شركات الأدوية المصرية إلى إنتاج الأدوية المبتكرة أو ذات القيمة المضافة يضمن للدولة تحقيق عوائد مالية خيالية وخاصة أنها الأعلى عالميًا بعد تجارة السلاح، بل يحميها من احتكار بعض الشركات العالمية، وخاصة أن مقرر أن يكون تطعيم كورونا سنويا، فهذا يرحمنا من الوقوع تحت رحمة وسيطرة المحتكرين.
فمن منا ينسى حالة الذعر التى عاشها العالم أجمع 2020 منذ بدء الجائحة، وكيف كان حال العالم قبل ظهور اللقاحات، ألم يكن سماع خبر إنتاج لقاح بمثابة طاقة نور وبادرة أمل لكل البشرية، لدرجة وصلت إلى أن مهمة البحث عن لقاح أو علاج فعال لوقف هذه الجائحة هى الهم الأكبر للعلماء، فالكل يسابق الزمن، وتسخر كافة الميزانيات في كبرى الدول، ويعكف العلماء في المختبرات، وتتسابق مراكز الأبحاث والجامعات، الكل يعمل ليل نهار من أجل إنهاء المعاناة والتخلص من الكابوس التي سببه هذا الوباء.
وختاما، نقول، إن ما حققته مصر في أزمة كورونا أمر يستحق التقدير، وإن إنتاجنا للقاح أمر يعزز آمال المصريين والعرب وأفريقيا للعودة إلى الحياة الطبيعية دون خوف أو حزن، وخاصة أن الأزمة مستمرة والفيروس متعايش معنا في ظل تأكيدات علمية بأن البشرية ستحتاج تطعيما كل سنة ضد كوفيد 19 مثل الأنفلونزا، ومِن ثَم وجود لقاح يُصنّع داخل مصر أمر مهم للغاية وإنجاز تاريخى بمعنى الكلمة..