أطلق المكتب الإقليمى للدول العربية التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان وجامعة الدول العربية اليوم المؤشر المركب للسكان والتنمية والمعروف باسم PDCI.
ووفق بيان الأمم المتحدة للسكان فى مصر "المؤشر المركب للسكان والتنمية هو أداة ذات رؤية تهدف إلى تعزيز الوعى بأجندة التنمية المستدامة التى تركز على الأفراد فى المنطقة العربية حيث يسمح المؤشر بتتبع الإنجازات التى تحققت نحو المؤتمر الدولى للسكان والتنمية وأهداف التنمية المستدامة ذات الصلة وذلك من منظور التنمية السكانية.
ولفت البيان إلى أنه " لضمان التنفيذ الكامل والفعال لجدول أعمال المؤتمر الدولى للسكان والتنمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية 2030 فى الدول العربية، تولى مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية زمام المبادرة فى إصدار المؤشر المركب للسكان والتنمية للمساعدة فى تتبع وقياس التقدم السكانى فى التنمية فى الدول العربية مستعينا بالمؤشرات الخاصة بخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
الدكتور لؤى شبانه المدير الإقليمى لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية قال فى كلمته " يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان المبادرات لاعتماد المؤشر المركب للسكان والتنمية مع شركائه الإقليميين، بما فى ذلك المعهد العربى للتدريب والبحث فى الإحصاء والإسكوا ومجالس السكان العربية وجامعة الدول العربية. كما يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع مكاتب الإحصاء الوطنية لتطوير قدرتها على استخدام هذه الأداة."
ودعا شبانه جميع البلدان إلى استخدام هذا المؤشر لمساعدتهم على مراقبة وتقييم التقدم الذى تحرزه نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطنى من خلال اعتماد توجهات سياسية قائمة على الأدلة محورها الأفراد. مجددًا استعداد صندوق الأمم المتحدة للسكان البلدان العربية فى جهودها لإصدار تقارير المؤشر المركب للسكان والتنمية الوطنية الخاصة بها.
ومن جانبه أعرب السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العامة المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية فى كلمتها عن التقدير للجهود المتواصلة التى يبذلها صندوق الأمم المتحدة للسكان كداعمًا وشريكا اساسيًا للمجلس العربى للسكان والتنمية والأهمية الكبرى لمبادرته اليوم بإطلاق مؤشر السكان والتنمية المركب (PDCI) التى تذكرنا بأهمية معالجة فجوة البيانات ودورها فى تعزيز الاستجابة الوطنية أثناء فترة الكوارث والأزمات. كما أكدت على الدور الهام لأجهزة الإحصاء الوطنية فى توفير البيانات، وأيضًا على أهمية المؤشرات فى وضع استراتيجيات قابلة للقياس ومراجعتها بشكل دوري.
فيما أشار وزير الصحة العامة فى تونس، الدكتور فوزى مهدى، فى كلمته إلى أهمية المعلومات التى تخص السكان من حيث الحجم والنمو والخصائص السكانية والأوضاع المعيشية والحوكمة والمساءلة والاستدامة، من أجل صياغة السياسات والتخطيط معتبرا أن المواءمة بين السياسات وسائر التدخلات فى الإطار الشامل لخطة عام 2030 هى الطريق الوحيد لعبور المنطقة والعالم إلى تنفيذ هذا الهدف
وقال " لا شكّ فى أن البيانات هى العمود الفقرى لأى قرار هادف، ومن الضرورى اعتماد مؤشرات جديدة ووضعها فى إطار متكامل لرؤية الصورة الكاملة ويعد إطلاق مؤشر السكان والتنمية المركب (PDCI)، خطوة مهمة لمعاينة أداء المنطقة على مسار تحقيق خطة عام 2030 وتحديد موقعها من أهداف التنمية المستدامة.
ويستند المؤشر على مبدأ أن الأفراد هم فى صميم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وأن أى تقدم نحو تحقيق تلك الأهداف لابد أن يكون له ادلة تتمثل فى التغيير الإيجابى فى حياة الأفراد مع ضمان "عدم ترك أحد خلف الركب."
ووفق الأمم المتحدة للسكان يرتكز المؤشر المركب للسكان والتنمية على خمسة محاور منصوص عليها فى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 65/234 بشأن استعراض تنفيذ برنامج عمل المؤتمر الدولى للسكان والتنمية، وهي: الكرامة وحقوق الإنسان والصحة والمكان والتنقل والحوكمة والمساءلة والاستدامة.
وأضاف البيان أنه يساعد المؤشر المركب للسكان والتنمية الهيئات الحكومية والبرلمانيين والمنظمات غير الحكومية والكيانات الإقليمية العاملة فى مجال السكان والتنمية على المستوى الوطنى على قياس ورصد وتقييم التقدم المحرز فى أهداف التنمية المستدامة من منظور السكان والوصول إلى الأدلة وذلك من أجل بلورة السياسات القائمة على الأدلة.
وأظهر المؤشر أن أداء المنطقة العربية من حيث تنفيذ أجندة السكان والتنمية متوسط مع وجود فوارق كبيرة بين البلدان. وهو ما يستدعى بذل مزيد من الجهود لتعجيل التقدم وتحقيق جدول أعمال السكان والتنمية. لذا سيسهم المؤشر بشكل ملحوظ فى سياسات الإدماج فى البلدان وفى تحقيق مبدأ جدول أعمال التنمية المستدامة 2030 المتمثل فى عدم ترك أحد خلف الركب.