"موجة حر تاريخية".. هكذا وصفت درجات الحرارة المرتفعة غير المسبوقة التى تم تسجيلها فى مناطق غرب المحيط الهادى، والتى تأثرت بها مناطق واسعة فى كندا والولايات المتحدة وأسفرت عن وفاة المئات فى ظل ارتفاع التحذيرات من آثار التغير المناخى التى باتت أكثر وضوحا.
حيث قالت صحيفة واشنطن بوست إن المئات من الأشخاص لقوا حتفهم فى موجة الحر التاريخية والتى شهدت أرقام غير مسبوقة لدرجات الحرارة فى مقاطعة كولومبيا البريطانية فى كندا وولايتى أوريجون وواشنطن الأمريكيتين خلال هذا الأسبوع.
وتجرى السلطات تحقيقات حول الوفيات الأخيرة، لكنهم أشاروا إلى أنها ناجمة عن قبة حرارية والتى حصرت الهواء الساخن فى منطقة معتدلة الحرارة عادة فى كندا والولايات المتحدة مما تسبب فى آلاف من مكالمات الطوارئ وزيارات المستشفيات، وعزا العلماء والمسئولون موجة الحر التاريخية إلى التغير المناخى وأسوأ جفاف فى التاريخ الحديث.
وقالت رئيسة الأطباء الشرعيين فى كولومبيا البريطانية بغرب كندا، ليزا لابوانت، إن مكتبها تلقى تقارير عن 486 حالة وفاة مفاجئة وغير متوقعة بين يوم الجمعة الماضى وحتى ظهر أمس الأربعاء، وقالت إن نحو 165 شخص يموتون فى العادة فى المقاطعة خلال فترة خمسة أيام.
وقالت لابوانت فى بيان إنه فى حين أنه من السابق لأوانه أن تقول على وجه اليقين عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة، فمن المرجح أن تكون الزيادة الكبيرة فى الوفيات التى تم الإبلاغ عنها سببها الطقس الحار.
ولا يوجد مكيفات هواء فى كثير من المناطق المتضررة مثل سياتل وفانكوفر فى كولومبيا البريطانية. وقال مسئول شرطة فانكوفر ستيف أديسون إن المدينة لم تشهد أبدا حرا مثل هذا، وللأسف فإن عشرات الناس يموتون بسببه.
وفى الولايات المتحدة، قال مسئولو الصحة فى أوريجون أن أكثر من 60 وفاة مرتبطة بموجة الحر، وحمّلت أكبر مقاطعة فى الولاية "مولتنوما" الطقس المسئولية عن وفاة 45 شخص منذ بداية موجة الحر يوم الجمعة الماضى. كما ربط مسئولو ولاية واشنطن أكثر من 20 وفاة بموجة الطقس الحار، إلا أن الأرقام متوقع ارتفاعها.
وكان رئيس وزراء كندا جاستن ترودو قد وصف موجة الحر التى قتلت المئات وزادت مخاطر حرائق الغابات بأنها غير مسبوقة. وكانت بلدة ليتون الكندية مثالا واضحا على المأساة التى تسببت فيها موجة الحر، حيث تدمرت البلدة الواقعة فى كولومبيا البريطانية بشكل شبه كامل بسبب اشتعال حرائق الغابات التى تسببت فيها درجات الحرارة غير المسبوقة.
وقالت صحيفة الجارديان إنه بعد ثلاثة أيام من الحرارة القاسية، كان سكان ليتون الواقعة فى مقاطعة كولومبيا البريطانية يأملون فى فترة راحة متواضعة. فدرجات الحرارة التى حطمت الأرقام القياسية وبلغت 49.6 درجة مئوية، خفت حدتها يوم الأربعاء، مما زاد الآمال بأن الأسوأ قد انتهى.
تدمير شبه كامل فى ليتون
لكن فى نفس اليوم، شب حريق غابات على بعد 153 كيلومتر شمال شرق فانكوفر. وكانت النيران تتحرك بسرعة شديدة حتى أن المسئولين لم يكن لديهم حتى الوقت لإصدار أوامر لإجلاء السكان. ورأى السكان الدخان الأسود الكثيف يملأ القرية، وأخذوا كل ما فى وسعهم وهربوا. وفى غضون ساعات التهمت النيران معظم المبانى.
وكتبت إديث لورينج كوهانجا، مديرة إحدى المدارس فى ليتون على فيس بوك تقول : لقد اختفت بلدتنا الصغيرة المسكينة ليتون. وقد أخذت إديث حقيبتها ووسادتها وجهاز كمبيوتر. ورغم الانفجار القوى الذى سببه الحريق، هرعت إلى الداخل لأخذ حقيبتها.
حرائق ليتون
وتم تحذير سكان ليتون من النيران التى بلغ حجمها 123 فدان، وكانت تحرق جنوب القرية. وشاهد المسئولون بقلق النيران وهى تنمو وتتجه نجو مجتمع يشمل 250 شخص، لكن اشتعلت نيران جديدة زاد حدتها الرياح القوية التى فاجأت مسئولو البلدة، وانتشرت عبر المجتمع وحاصرت المبانى فى غضون دقائق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة