أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: الدنيا حر.. صراع صيفى شتوى بين مشجعى الطقس.. مواقع التواصل ضاعفت حجم تهوين وتهويل الأمور.. وتقرير الأرصاد يتوقع موجة حارة بينما السابقة مستمرة.. والحقيقة أن سلوكيات الإنسان البيئية سبب كل ذلك

الثلاثاء، 20 يوليو 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الدنيا حر موت»، «ماشوفناش حر زى كده»، هذه المقولة نسمعها منذ التسعينيات من القرن العشرين، عندما بدأنا نكتشف تأثيرات تحولات الطقس، ونتذكرها فى كل عام، مع حلول أشهر الصيف، والصيف هذا العام مثل السنوات الماضية شديد الحرارة والرطوبة، وهو أمر يتكرر سنويا وتتكرر معه مقولات الشكوى من حر غير مسبوق، والخلاف السنوى على مواقع التواصل بين محبى الصيف وعشاق الشتاء.
 
وكأنه من الممكن أن يختار الإنسان فصلا واحدا يعيش فيه، هذه التفضيلات تظهر أكثر بفضل انتشار أدوات التواصل، واتساع أوقات «البوستات» والبحث عن قضايا تسخن الأجواء، بينما الطقس يزداد حرارة ورطوبة ولا يكترث كثيرا بجدل عقيم بين مشجعى الفرق الطقسية، وبشكل عام فإن مواقع التواصل تضاعف من حجم التهوين والتهويل، والمناقشات العبثية حول أفضلية فصول السنة، فشيمة أهل السوشيال المبالغة واللت والعجن، والجدل الطبيعى والصناعى والمضاد، ليس فى الطقس فقط لكن فى كل شؤون الكون.
 
والخلاف حول الطقس يمتد إلى المقارنة، بين الطقس بين دول مختلفة، والعالم كله يعانى الحر بدرجات مختلفة، هناك دول يمكن أن تغلى الماء فى الشمس، وأخرى لا يمكن تحمل درجات الحر والرطوبة فى الظل، وهى دول لا يمكن للسكان أن يعيشوا من دون أجهزة التكييف وإلا احترقوا. 
 
طبعا خلال السنوات الأخيرة ومع التغير المناخى، يحرص الناس على متابعة أخبار الطقس وتقارير الأرصاد، والتى أصبحت أكثر دقة، لكن حتى المتابعين لأخبار الطقس يجدون أنفسهم مع موجات لا تنتهى من الحر، وموجة تسلم أخرى بلا توقف، لدرجة أن تقرير الأرصاد يتوقع موجة حارة جديدة، بينما الموجة السابقة مستمرة. 
 
الجو يتغير فى مصر والعالم، الحرارة والرطوبة معا يصنعان سيمفونية من الشعور بالحر والعرق، ويسترجع من عاصروا الجو الجاف صيفا ذكريات تشير إلى أن الطقس تغير ولم يعد هو نفسه جو زمان عندما كان الصيف حار جاف يعطى مساحة للمناورة الإنسانية فى الظل. 
 
الناس يقولون هذا والعلماء طوال عقود يحذرون من تأثير قطع الأشجار وحرق الغابات والتلوث الصناعى على رفع درجات حرارة الجو، والتحذير من ذوبان الثلوج وارتباك الفيضانات والسيول، فقد بلغت درجات الحرارة فى بعض مناطق كندا 40 درجة مئوية، وهى أرقام غير مسبوقة، وتجاوزت الحرارة 50 درجة واقتربت من 60 فى بعض الدول خلال هذا الصيف، وتكررت حرائق الغابات خلال الصيف فى السنوات الماضية، بسبب ارتفاع غير طبيعى فى درجات الحرارة. 
 
وهو ما تواجهه أوروبا هذه الأيام وتضاعف فى السنوات الأخيرة، مع تسجيل 348 كارثة عام 2020، وارتفع إلى 657 كارثة حتى الآن، ونقلت صحيفة «لا كروناتشى» الإيطالية أن الخبراء يعتقدون أن الفيضانات التى تدمر العديد من دول أوروبا الوسطى وخلفت عشرات القتلى فى ألمانيا وبلجيكا، ستتكرر وترتبط بتغير المناخ.
 
وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية «WMO» من توزيع عشوائى للحرارة، وهو أساس ظواهر مناخية «غير مسبوقة» فى مناطق مختلفة تربط الفيضانات فى أوروبا الوسطى بتغير المناخ، وموجة الحرارة، وهناك مئات القتلى والمشردين بسبب الفيضانات والسيول والحرائق، وهو ما يعنى تغيرا حقيقيا يشغل الخبراء والعلماء على مدى العقود الماضية، وتتواصل توقعات العلماء بين تشاؤم تام وتشاؤم متوسط، لكن بشكل عام فإن التوقعات تشير إلى مزيد من التحولات فى الطقس وحركة الفيضانات والسيول والغابات فى العالم. 
 
وهذا كله لا يتعلق بأمزجة مشجعى الصيف والشتاء، لكن بسلوك الإنسان الذى يتسبب فى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التلوث، ويهدد الأرض كلها، ولم تعد فصول العام هى نفسها التى فى السابق، سواء فى مصر أو حتى فى دول المنطقة والعالم، فلم تكن الحرارة ترتفع بهذه الدرجة مع الرطوبة، ونفس الأمر فى الشتاء ومواسم سقوط الأمطار وموجات البرد والصقيع، وكل هذا لا علاقة له بمجادلات ومعارك تفضيل الشتاء والصيف، لكن بتغير مناخى يهدد بانقلاب الطقس فى العالم كله.
 
اليوم السابع

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة