أكرم القصاص يكتب: سموم بطيئة فى منازلنا.. البيئة والتخلص من المخلفات الإلكترونية.. التحول للاقتصاد الأخضر من خلال مصانع تدوير النفايات الإلكترونية يتم بالشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص

الخميس، 22 يوليو 2021 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: سموم بطيئة فى منازلنا.. البيئة والتخلص من المخلفات الإلكترونية.. التحول للاقتصاد الأخضر من خلال مصانع تدوير النفايات الإلكترونية يتم بالشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشكلة قد تبدو بسيطة وغير مهمة، بالرغم من أنها تتعلق بصحة الناس وحياتهم، ونقصد النفايات والقمامة غير القابلة للتحلل، بدءا من الشنط البلاستيك، وصولا إلى أجهزة إلكترونية تتراكم فى البيوت، بعضها يمثل ما يشبه مراكز إطلاق أشعة أو تحتوى مواد كيماوية تتحلل ببطء، وتطلق سموما بطيئة. 
 
بشكل عام فإن الكراكيب مشكلة فى كثير من منازل مصر وتكفى نظرة على أسطح المنازل، لنكتشف كميات هائلة من العفش القديم والكراسى المكسرة، التى لا تستعمل ولا يتم التخلص منها، فضلا عن الشقق المغلقة وتحت السلالم وغرف الكرار والمخازن، وهذه المخلفات تمثل مشكلة، لكن أغلبها مكونات خشبية أو طبيعية لا تمثل أزمة غير كونها كراكيب تحتل مساحات بلا فائدة، وهنا يأتى دور بائع الروبابيكيا الذى يمر فى الشوارع ويشترى المخلفات بأسعار بسيطة، ويسهم فى تخليص المنازل من الكراكيب. 
 
لكن هذا عن المخلفات الطبيعية، أما عن الكراكيب الإلكترونية فأمرها مختلف، وخلال عشرين عاما على الأقل ازدحمت منازلنا بأجهزة إلكترونية مختلفة من شاشات الكمبيوترات القديمة إلى أجهزة موبايل متعددة، من الأجيال الأولى، وكلها تحتوى مواد معدنية وكيماوية بطيئة التحلل، وتتراكم هذه الأجهزة بسبب سرعة التحديث، وظهور أجيال جديدة تجعل القائم قديما ومعطلا.  
 
وهناك شركات تخزن الأجهزة الإلكترونية، أو تتخلص منها وحتى لو تم بيعها، تبقى كميات من هذه الأجهزة بلا استخدام وغير قابلة للتداول، تمثل خطرا مستمرا، وهى ليست مشكلة محلية فقط، لكنها مشكلة عالمية، هناك ملايين الأطنان من النفايات الإلكترونية فى العالم تمثل واحدة من أهم التحديات البيئية فى القرن الحادى والعشرين، وهى ما تبقى من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الاستيريو الشخصية ومصابيح الفلورسنت والمصابيح المتوهجة، فضلا عن الأجهزة المنزلية الكبيرة مثل التليفزيونات والثلاجات والغسالات والتكييفات.
 
وتحتوى 70٪ من النفايات الإلكترونية على معادن ثقيلة، ونسب من المعادن النفيسة، وكلها غير قابلة للتحلل، ويحاول البعض استخراج المعادن بطرق بدائية تتسبب فى مضاعفة أخطار هذه المواد على البيئة. 
هناك منظمات دولية تسعى لعقد شركات مع دول العالم للتخلص الآمن من النفايات الإلكترونية، وزارة البيئة فى مصر أطلقت مبادرة عبر التطبيق الإلكترونى «E-Tadweer»على أجهزة الموبايل، للتخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية، فى إطار دعم أنظمة الإدارة السليمة والمستدامة للمخلفات الإلكترونية، وتعظيم الاستفادة من المعادن الثمينة الموجودة بها وضمان إعادة تدويرها بطرق مستدامة بيئيا واقتصاديا، والانتهاء من الإعداد لإطلاق حملة للتوعية بقضية المخلفات الصلبة.
 
وتتعاون الحكومة مع القطاع الخاص واتحاد الصناعات، لتقنين أوضاع 8 مصانع لتدوير المخلفات الإلكترونية و6 مصانع أخرى، و8 شركات للعمل مع القطاع غير الرسمى فى تدوير المخلفات البلاستيكية، ضمن عملية التحول للاقتصاد الأخضر بالشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص الذى وعى مسؤوليته والمكسب المحقق من الالتزام بمعايير البيئة، وساعد الحكومة على تذليل العقبات أمام القطاع الخاص.
 
وتتضمن المرحلة الأولى من التطبيق جمع مخلفات أجهزة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الصغيرة كالحاسب الآلى المحمول، الشواحن، الكاميرات، ألعاب الفيديو، بلاى ستيشن، الهواتف المحمولة وشاشات الكمبيوتر صغيرة الحجم، وفى المرحلة الثانية سوف يتم تفعيل الجمع من المنازل ليتمكن المستخدم من التخلص من الأجهزة المنزلية كبيرة الحجم مثل الغسالات، ثلاجات، بوتاجازات وشاشات تليفزيون كبيرة الحجم.
 
التطبيق يتيح التطبيق للمواطن الإعلان عن المخلفات وفى المقابل سيحصل على كربونات تخفيض من عدد من الشركاء العمل ليتم التخلص الآمن من المخلفات التى سيتم جمعها لدى مصانع لإعادة التدوير الرسمية.
 
هذه التطبيقات والبرامج تسهل التخلص من النفايات الخطرة، لكنها بالفعل تتطلب حملات أوسع فى الإعلام والفضائيات ومواقع التواصل، وكلما تم التسهيل على المواطن يتشجع على استخدامها للتخلص من النفايات، التى تمثل سموما بطيئة تهدد صحة الناس.
p.8
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة