"مصر قد الدنيا" عنوان مقال للكاتب الكويتى جواد أحمد بوخمسين بصحيفة النهار الكويتية الصادرة اليوم الاثنين، قال فيه إن أرض الكنانة بالنسبة له ليست مجرد بلد جميل يزوره، أو يتابع فيه أعماله واستثماراته وأن مصر بالنسبة له بلده الثانى فعلا لا قولا، وتشهد على ذلك معطيات كثيرة لا مجال لها هنا .
وأوضح الكاتب أنه لا يتاجر بحبه لهذا البلد العظيم المضياف، حيث بلغ حنينه إلى مصر مداه في الفترة الماضية فقد حالت ظروف اجتياح وباء "كورونا" للعالم كله دون أن يزور مصر مرة ومرات كما تعود.
وأكد بوخمسين، في مقاله، أن مصر غابت عن عينه ولكنها لم تغب عن وجدانه وعقله، فهي في القلب دائما بشموخها ومكانتها العربية والإقليمية والدولية وهي المكانة التي تزداد يوما بعد يوم، في ظل مواقف عروبية وأخلاقية تتسم بها مصر دوما لاسيما في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتبنيه الدائم لقضايا أمته، امتدادا لتاريخ طويل حافل كانت فيه مصر سندا لأشقائها من الدول العربية لاسيما الخليجية، كما أننا في الكويت ودائما إلى جانب الرؤية المصرية والحق المصري وهو ما يتبلور دائما في سياسات أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد تجاه العزيزة مصر شعبها وقيادتها .
ونوه بوخمسين بأن الكويت أكدت دعمها لحق مصر والسودان في مياه النيل، الذي يمثل شريان حياه للمصريين ولا شك أن الموقف الكويتي الرسمي من هذه القضية الحيوية، إنما هو تعبير وتجسيد لإرادة الشعب الكويتي العظيم المعروف دائما بنصرته للحق .
وأضاف أن غيابه عن مصر لم يكن إلا غياب رؤية العين وكان يحسبه ثانويا، غير أنه ومنذ أن وطأت قدماه مطار القاهرة مرورا بشوارعها حتى مقر إقامته هاله ما رأى وأدرك أنه قد فاته الكثير والكثير، مما يحدث في مصر من طفرات رغم أنه لم يغب عنها سوى بضعة أشهر لا تعد شيئا في حسابات الدول .
وأشار بوخمسين إلى أنه عندما صافحت عيناه طريقا صار حريريا مزدانا بالورود في تنسيق بديع وذلك منذ الخروج من منطقة المطار وهو ما يعرف بطريق العروبة وامتداد شارع صلاح سالم، ثم مجموعة هائلة من الكبارى التي جعلت الطرق أكثر انسيابية وقضت على الاختناقات المرورية، التى كانت إحدى سمات شوارع القاهرة، وعلم أن ما رآه ليس إلا القليل من شبكة طرق حديثة تمتد فى كل شرايين القاهرة وما حولها وتربطها بالمدن المحيطة ولاسيما العاصمة الإدارية .
ووصف كاتب المقال ما رآه بقصة ملحمية لنمط فكرى خارج الصندوق، فقد كانت العاصمة الإدارية حلما جميلا ومشروعا ورديا على الورق ولكنها اليوم صارت واقعا أجمل من خلال تخطيط مدروس على أعلى مستوى، تجتمع فيه وزارات مصر ومقر مجلس الوزراء فى مكان واحد وآخر للسفارات، ومنطقة للأعمال، أما النهر الأخضر الذى يقام على مساحة ألف فدان فحدث ولا حرج، والأهم من هذا كله أنها مدينة ذكية بكل معانى الكلمة، ويقف مبنى الأوكتاجون شامخا بتكنولوجيا غير مسبوقة تليق بمقر القيادة المركزية للدولة المصرية التى يمتد تاريخها لـ7 آلاف عام من الحضارة، وتأتى العاصمة الإدارية لتؤكد أن قدرة أحفاد الفراعنة لا تقل بل تفوق الأجداد العظام .
وأشار كاتب المقال إلى وجود 37 مدينة جديدة يتم إنشاؤها فى مصر من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، يكفى أن تتجول فى شوارع مدينة العلمين الجديدة فى الساحل الشمالى، فهى بحق تحفة معمارية متكاملة تضيف أبعادا غير متناهية لأبعاد مصر السياحية، مؤكدا أن المدن والطرق ليست وحدها فالحقيقة أن مصر تنهض بل تنتفض فى مختلف المجالات زراعيا وصناعيا وإنتاجيا، وفى المقدمة اجتماعيا، فالمواطن المصرى تعليما وتثقيفا ورعاية فى بؤرة الفكر والتخطيط والتنفيذ، فكل ما يخطط وينفذ من مشروعات يستهدف تنمية المواطن ورفع مستوى معيشته، ليس فقط من خلال زيادة الأجور وتحسين الخدمات الصحية والمرافق وغيرها، بل هو محور التنمية والأساس في الجمهورية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي .
ولفت إلى مشروع حياة كريمة والذي تبلغ استثماراته نحو 700 مليار جنيه، مستهدفا تحسين حياة الإنسان المصري والذي صارت له الأولوية القصوى في الدولة المصرية، فليست الجمهورية الجديدة شعارا ولكنها منهج حياة تنتهجها مصر السيسي وتمضى فيه بثبات، فقد تلاقت أحلام المصريين مع إرادة رئيس قال يوما "مصر ستكون قد الدنيا" وها هو يمضى يوما بعد يوم نحو هدف صار قاب قوسين أو أدنى لبلوغ غايته لتصبح مصر ليست فقط أم الدنيا بل أيضا قد الدنيا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة