عبر 3 الاف لاجئ اثيوبي الحدود السودانية الي قرية تايا –محلية باسندة بولاية القضارف مساء الاثنين ومازال التدفق مستمرا حتى كتابة هذه السطور، وفقا لوكالة الأنباء السودانية سونا.
واشار مصدر مطلع بان هذا الرقم يمثل اكبر عدد من الاجئين الذين يعبرون الى السودان في يوم واحد منذ الموجة الاولى التي شهدها السودان في نوفمبر الماضي عند اندلاع القتال بين قوات تيجراي والجيش الفيدرالي الاثيوبي، الأمر الذى يثير تساؤل حول الأسباب التى أدت إلى ارتفاع اعداد اللاجئين الاثيوبيين إلى السودان.
التقارير تشير إلى تفاقم الاوضاع الامنية والسياسية والانسانية غربي اثيوبيا جراء تصاعد النزاعات المسلحة فيها، لاسيما بعد أن امتدت الالحرب بين قوات تحرير تيجراي فى اقليم تيجراي الشمالى والقوات الحكومية، إلى اقليم عفار المتاخم لإقليم تيجراي، واسفرت المعارك العنيفة التى اندلعت في هذه المنطقة، عن 20 قتيلا مدنيا وتشريد الآلاف، ونزوح 70 ألف شخص.
واتساع رقعة القتال بين قوات تيجراي والجيش الأثيوبى والتى بدأت نوفمبر الماضى وخلفت آلاف القتلى في 8 أشهر وأدت إلى نزوح مئات الآلاف، سيؤدى إلى اطالة أمد الحرب.
وأدى القتال في منطقة عفار إلى تعطيل توزيع المساعدات الغذائية في تيجراي، وتعرضت عشر آليات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي تحمل مساعدات الأحد لهجوم على بعد حوالى 100 كيلومتر من سيميرا عاصمة عفار، ما دفع وكالة الأمم المتحدة إلى تعليق قوافلها عبر هذا الطريق.
وارتكب رئيس وزراء أثيوبيا آبى أحمد الحاصل على "جائزة نوبل" عام 2019، أبشع الجرائم بحق الأثيوبيين، وشهدت ولاية تيجراي خلال المعارك الدائرة جرائم ترتقى إلى مستوى جرائم الحرب.
فى مقدمة هذه الجرائم، نشر الجوع بين سكان إقليم تيجراي البالغ عددهم 40 مليون نسمة، ففي ظل تدهور الأوضاع في الإقليم، يواجه أكثر من 400 ألف شخص المجاعة وبات 1,8 مليون آخرين على عتبة المجاعة، وفق الأمم المتحدة.
والأسابيع الماضية أطلق مسئول رفيع المستوى في الأمم المتحدة تحذيرا قائلا: أكثر من 400 ألف شخص "دخلوا في مجاعة" في إقليم تيجراي، داعيا لوقف إطلاق النار.
ولفتت منظمات غير حكومية وبرنامج الأغذية العالمي إلى أن القوات الإثيوبية دمرت خلال الأسبوع الحالي جسرين حيويين لنقل المساعدات إلى تيجراي. فيما قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالوكالة راميش رجاسينغام الجمعة، خلال أول اجتماع عام لمجلس الأمن الدولي حول تيجراي منذ بدء النزاع في نوفمبر إن الوضع "تدهور بشكل كبير".
وتسببت الحرب فى خسائر بشرية هائلة وبأزمة إنسانية مروعة، ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن 5,2 ملايين شخص، أو 91% من سكان تيجراي، يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة.
وبخلاف ذلك فان الصراعات الحدودية التى تضرب كافة الأقاليم الإثيوبية دون استثناء، تسببت في سقوط قتلى ونزوح الآلاف من المواطنين إلى مناطق أخرى، حيث يتصاعد النزاع بين ولايتي عفار والصومال الإثيوبي على الأراضي المتنازع عليها، وهو ما دفع المجلس الانتخابي الوطني الإثيوبي لإلغاء إجراء الانتخابات في 30 مركز اقتراع بالمنطقة، وفي مناطق نزاعات أخرى مثل تيجراي وغيرها.
وبحسب دراسة لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية هناك نزاع آخر على الموارد والأراضى الزراعية بين منطقة هراري والصومال الإثيوبي، وهو ما يتسبب في اندلاع اشتباكات مسلحة بين المجموعات المسلحة من الجانبين.
كما لفتت الى أن هناك نزاعًا تاريخيًا بين إقليمي أوروميا والإقليم الصومالي الإثيوبي على الموارد والأراضي. فيما استطاع إقليم أمهرة ضم بعض الأراضي في غرب وجنوب شرق تيجراي خلال الحرب الأخيرة، الأمر الذي قد يدفع نحو نشوب حرب جديدة بين الجانبين كما اندلع صراع "كيميس" Kemise في منطقة أورومو الخاصة في إقليم أمهرة منذ يناير 2021، حيث سيطر مقاتلو أورومو على بعض البلدات مثل أتاي في مارس 2021، وسط اتهامات متبادلة بين جيش تحرير أورومو وميلشيات أمهرة أدت لاشتباكات عسكرية في نفس الشهر في مناطق North Shewa zone وAtaye وKemise.