يحتفل الفرنسيون اليوم بذكرى افتتاح متحف اللوفر، الذى يعده البعض أهم متحف فى العالم، وهو كذلك فعلا، يكفى أن أقول لك إنه قبل انتشار فيروس كورونا كان المتحف يزوره فى العام 10 ملايين إنسان، وهو رقم كبير بالتأكيد، وحتما سينتهى فيروس كورونا ويذهب بكل الشر الذى يحمله فى داخله ويعود الناس لزيارة المتاحف بكثافة، وحينها نريد من متحف اللوفر أن يجد مفاجأة فى انتظاره أن يجد منافسا شرسا فى جذب السائحين هذا المنافس هو المتحف المصرى الكبير.
نعم، لدينا مشروع كبير بالفعل، مشروع يرضى الشغف العالمى المتعلق بالحضارة المصرية القديمة، مشروع يتم تنفيذه بطريقة جيدة جدا، ولو تمت له الدعاية اللائقة على مستوى العالم سوف يدخل بنا دائرة جديدة فى عالم السياحة، سيعيد المجد فعلا لأشياء كثيرة، وسيفتح بابا جديدا لدراسة علوم المصريات.
يقول التاريخ إنه عندما تمكن عالم المصريات الفرنسى شامبليون فى سنة 1822 من فك رموز حجر رشيد واستطاع الناس أن يقرأوا التاريخ المصرى القديم من على الجدران فى البرديات، زاد الشغف، وراحت الجامعات العالمية تنشئ الأقسام والمراكز المتخصصة فى دراسة الحضارة المصرية القديمة، وأنا لدى اعتقاد كبير أن المتحف المصرى الكبير سوف يكون له تأثير مشابه وسيدفع العالم كله للاهتمام بالحضارة المصرية القديمة، ونحن فى حاجة شديدة لذلك.
تاريخ الحضارات لا ينتهى، ودعك مما يقوله البعض بأن الماضى ولى وانتهى، لا، الحضارات يظل تأثيرها مستمرا، بالطبع لا يجب الاكتفاء به، ولكنه يظل جزءا مهما من التكوين ويظل حافزا للفعل، ويظل أصولا تحفظ لنا مكاننا وقدرنا فى أى مكان فى العالم الواسع، ويظل يصنع لنا خصوصية مصرية نحبها ونفخر بها.