واصل التاريخ الإسلامى سيره يسجل كا يحدث فى حياة الدولة الجديدة، وفى السنة الـ 65 من الهجرة، كان الحال لا يزال متفرقا بين عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم الذى مات فى سنة 65 فما الذى يقوله التراث الإسلامى.
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "ترجمة مروان بن الحكم"
هو مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن شمس بن عبد مناف القرشى الأموي، أبو عبد الملك ويقال: أبو الحكم.
ويقال: أبو القاسم، وهو صحابى عند طائفة كثيرة لأنه ولد فى حياة النبى ﷺ، وروى عنه فى حديث صلح الحديبية.
وقد كان أبوه الحكم من أكبر أعداء النبى ﷺ، وإنما أسلم يوم الفتح، وقدم الحكم المدينة ثم طرده النبى ﷺ إلى الطائف ومات بها.
ومروان كان أكبر الأسباب فى حصار عثمان لأنه زور على لسانه كتابا إلى مصر بقتل أولئك الوفد، ولما كان متوليا على المدينة لمعاوية كان يسب عليا كل جمعة على المنبر.
وقال له الحسن بن علي: لقد لعن الله أباك الحكم وأنت فى صلبه على لسان نبيه فقال: لعن الله الحكم وما ولد والله أعلم.
وقد تقدم أن حسان بن مالك لما قدم عليه مروان أرض الجابية، أعجبه إتيانه إليه، فبايع له وبايع أهل الأردن على أنه إذا انتظم له الأمر نزل عن الأمرة لخالد بن يزيد، ويكون لمروان إمرة حمص، ولعمرو بن سعيد نيابة دمشق، وكانت البيعة لمروان يوم الاثنين للنصف من ذى القعدة سنة أربع وستين، قاله الليث بن سعد وغيره.
وقال الليث: وكانت وقعة مرج راهط فى ذى الحجة من هذه السنة بعد عيد النحر بيومين.
قالوا: فغلب الضحاك بن قيس، واستوثق له ملك الشام ومصر، فلما استقر ملكه فى هذه البلاد بايع من بعده لولده عبد الملك، ثم من بعده لولده عبد العزيز - والد عمر بن عبد العزيز - وترك البيعة لخالد بن يزيد بن معاوية، لأنه كان لا يراه أهلا للخلافة، ووافقه على ذلك مالك بن حسان، وإن كان خالا لخالد بن يزيد، وهو الذى قام بأعباء بيعة عبد الملك، ثم إن أم خالد دبرت أمر مروان فسمته.
ويقال: بل وضعت على وجهه وهو نائم وسادة فمات مخنوقا، ثم إنها أعلنت الصراخ هى وجواريها وصحن: مات أمير المؤمنين فجأة.
ثم قام من بعده ولده عبد الملك بن مروان كما سنذكره.
وقال عبد الله بن أبى مذعور: حدثنى بعض أهل العلم قال: كان آخر ما تكلم به مروان: وجبت الجنة لمن خاف النار، وكان نقش خاتمه العزة لله.
وقال الأصمعي: حدثنا عدى بن أبى عمار، عن أبيه، عن حرب بن زياد قال: كان نقش خاتم مروان آمنت بالعزيز الرحيم.
وكانت وفاته بدمشق عن إحدى.
وقيل: ثلاث وستين سنة.
وقال أبو معشر: كان عمره يوم توفى إحدى وثمانين سنة.
وقال خليفة: حدثنى الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده قال: مات مروان بدمشق لثلاث خلون من شهر رمضان سنة خمس وستين، وهو ابن ثلاث وستين، وصلى عليه ابنه عبد الملك، وكانت ولايته تسعة أشهر وثمانية عشر يوما.
وقال غيره: عشرة أشهر.
وقال ابن أبى الدنيا وغيره: كان قصيرا، أحمر الوجه أوقص، دقيق العنق، كبير الرأس واللحية، وكان يلقب خيط باطل.
قال ابن عساكر: وذكر سعيد بن كثير بن عفير أن مروان مات حين انصرف من مصر بالصنبرة ويقال: بلد.
وقد قيل: إنه مات بدمشق ودفن بين باب الجابية وباب الصغير.
وكان كاتبه عبيد بن أوس، وحاجبه المنهال مولاه، وقاضيه أبو إدريس الخولاني، وصاحب شرطته يحيى بن قيس الغساني، وكان له من الولد عبد الملك، وعبد العزيز، ومعاوية، وغير هؤلاء، وكان له عدة بنات من أمهات شتى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة