تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم، السبت، عددا من القضايا فى صدارتها تطورات الوضع فى أفغانستان وتأثيرها على سياسة بايدن الخارجية، والصلة بين حرائق الغابات ووفيات كورونا.
الصحف الأمريكية:
أسوشيتدبرس: طالبان تستولى على إقليم قرب العاصمة وتشن هجوما على مزار شريف
قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن حركة طالبان قد استولت على محافظة فى جنوب العاصمة الأفغانية كابول وشنت هجما متعدد الاتجاهات فى الساعات المبكرة من صباح السبت على مدينة مزار شريف فى الشمال، والتى دافع عنها زعماء ميليشات سابقون أقوياء، بحسب ما ذكر مسئولون أفغان.
وأوضحت الوكالة أن المتمردين استولوا على أغلب شمال وغرب وجنوب أفغانستان فى هجوم قبل أقل من ثلاث أسابيع على موعد سحب الولايات المتحدة آخر قواتهما، مما زاد المخاوف من استيلاء كامل للمسلحين على البلاد أو اندلاع حرب أهلية أخرى.
وقالت هدى أحمد ، النائبة عن لوجار، إن طالبان استولت على كل الإقليم واحتجزت المسئولين المحليين. وأضافت أن مقاتلى طالبان وصلوا إلى منطقة شار أسياب على بعد 11 كيلومترا جنوب العاصمة كابول.
كما هاجمت طالبان مدينة مزار شريف الشمالية من عدة اتجاهات، مما أدى إلى اندلاع قتال عنيف على أطرافها، بحسب ما قال منير أحمد فرهاد، المتحدث باسم حاكم الإقليم. ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات.
وكان الرئيس الأفغانى أشرف غنى قد طار إلى مزار شريف يوم الأربعاء الماضى لحشد دفاعات المدينة، والتقى مع عدد من قادة الميليشيا بينهم عبد الرشيد دوستم وعطا محمد تور الذى يقود آلاف من المقاتلين.
وظلت تلك الميليشيات متحالفة مع الحكومة، لكن خلال جولات سابقة من القتال فى أفغانستان، عرف عن أمراء الحرب تغيير مواقفهم من أجل بقائهم. فتم أسر إسماعيل خان، أحد زعماء الحرب السابقين الذى حاول الدفاع عن هرات من قبل طالبان عندما استولت الحركة على المدينة الغربية بعد أسبوعين من القتال العنيف.
وكانت طالبان قد حققت تقدما كبيرا فى الأيام الأخيرة بما فى ذلك الاستيلاء على هرات وقندهار ثانى وثالث أكبر مدينتين فى البلاد، ويسيطرون الآن على 18 من 34 إقليم فى البلاد.
سى إن إن: التدهور الأمنى فى أفغانستان يهدد بتلطيخ إرث بايدن فى السياسة الخارجية
قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن تدهور الوضع الأمنى فى أفغانستان بشكل أسرع مما توقع الرئيس جو بايدن وكبار مسئوليه فى الأمن القومى، قد ترك البيت الأبيض يسارع لتجنب التأثيرات الأسوأ لاستيلاء طالبان، مشيرة إلى أن هذا التدهور يهدد بتلطيخ إرث بايدن.
وقد أطلقت إدارة بايدن سلسلة من التحركات الدرامية يوم الخميس لتعزيز كابول والسماح بالخروج الآمن لعدد كبير من الأفراد فى السفارة الأمريكية هناك، بعدما أصبح واضحا لمسئولى الإدارة أن الانهيار الوشيك للحكومة الأفغانية والتداعيات على مواطنيها يهدد بأن يصبح وصمة عار دائمة على إرث بايدن فى السياسة الخارجية. وقد أعلن البنتاجون أنه سيتم نشر 3 آلاف من القوات للمساعدة فى إجلاء الأفراد من السفارة ليقتصر على الوجود الدبلوماسى الأساسى فقط. وذكرت شبكة "سى إن إن" أن الولايات المتحدة تدرس نقل سفارتها إلى مطار كابول.
وبرغم كل ذلك، فإن بايدن لم يعيد التفكير فى قراره بالانسحاب. وقال المسئولون وأكدوا فى وقت السابق هذا الأسبوع أن على الأفغان أن يخوضوا معركتهم بأنفسهم. لكن بعض المسئولين يعرفون أن الانهيار السريع للبلاد يمكن أن يضر إرث بايدن فى السياسة الخارجية، مع زيادة المخاطر للدبلوماسيين الأمريكيين فى كابول وتداعيات حقوق الإنسان لترك النساء والفتيات يعانون تحت حكم طالبان إلى جانب فراغ السلطة داخل أفغانستان الذى يمكن أن يسمح بازدهار الإرهاب مجددا.
كما أنهم يستعدون أيضا لانتشار فظائع طالبان بشكل متزايد فى المشهد العام فى ظل تدهور محادثات السلام.
وتقول "سى إن إن" إن المخاوف لا تنبع بالضرورة من القلق من رد فعل سياسى عنيف. فقد أشار عدد من المسئولين إلى أن قرار إعادة القوات الأمريكية إلى بلادهم يظل يحظى بشعبية هائلة، ولفت أحد المسئولين إلى الكراهية الداخلية المستمرة للحرب. كما يعتقد البيت الأبيض أيضا أن لديه كبش فداء فى الرئيس السابق دونالد ترامب. حيث يشير العديد من المسئولين إلى أن الاتفاق الذى أبرمه ترامب مع طالبان العام الماضى لسحب كل القوات الأمريكية وقوات التحالف من أفغانستان بحلول الأول من مايو، لم تترك للإدارة الجديدة خيارا سوى الانسحاب خشية أن تنجر القوات الأمريكية إلى حرب كبرى مع الحركة المتشددة.
كارثة مزدوجة..دراسة أمريكية تكشف: دخان حرائق الغابات يزيد إصابات ووفيات كورونا
عثر فريق من الباحثين فى جامعة هارفارد الأمريكية على أدلة على أن التعرض لمستويات مرتفعة من تلوث الجسيمات الدقيقة الموجود فى دخان حرائق الغابات، ربما أدى إلى آلاف من حالات الإصابة بفيروس كورونا ومزيد من الوفيات لمن ثبت إصاباتهم بالفيروس بالفعل.
وبحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الدراسة التى نشرت يوم الجمعة فى دورية ساينس أدفانسيس، وجدت أنه فى بعض المقاطعات فى كاليفورنيا وولاية واشنطن الأكثر تضررا بحرائق الغابات العام الماضى، كان حوالى 205 من إصابات كورونا مرتبطة بالمستويات المتزايدة من دخان حرائق الغابات. ووجد الباحثون أيضا أنه حتى النسبة الأعلى من الوفيات قد تكون مرتبطة بدخان الحرائق فى بعض المقاطعات.
وقالت فرانشيسكا دومنيك، أستاذ الإحصائيات الحيوية فى هارفارد وأحد المشاركين فى الدراسة، إنهم رأوا ذلك بشكل واضح وبشكل عام، مشيرة إلى أن هذا مزيج خطيرا للغاية، فيما يتعلق بالصلة بين الدخان وكوفيد 19. وتابعت قائلة إنه أمرا مرعبا حقا بينما لا نزال نواجه حرائق الغابات هذه حول العالم.
وتقول واشنطن بوست إنه بالنسبة لم يعيشون غرب أمريكا، فإن الوباء كان واحدا فقط من عدد من الكوارث التى واجهوها العام الماضى.
ففى عام 2020، شهدت كاليفورنيا خمسة من أكبر ستة حرائق غابات فى تاريخ الولاية الحديث، وعدد قياسى من الحرائق الكبرى. وأدى الدخان المتصاعد منها ومن عشرات الحرائق الأخرى فى الولايات الغربية العام الماضى إلى عواصف دخان خنقت ولايتى أوريجون وواشنطن.
وكانت دراسات سابقة قد وجدت أدلة على ان تلوث الهواء يمكن أن يزيد من خطورة أعراض كوفيد 19 ويسرع فى انتشار فيروس كورونا المستجد، على الرغم من أنه لا يزال هناك شكوكا بشأن الكيفية التى يتفاعل بها الفيروس مع الجسيمات.
وتقول المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض والسيطرة على موقعها الإلكترونى إن دخان حرائق الغابات يمكن أن يهيج الرئتين ويجعل المرء أكثر عرضة للإصابة بعدوى الرئة، بما فى ذلك الفيروس المسبب لكوفيد 19.
وكانت دراسة منشورة هذا العام من قبل علماء معهد بحوث الصحراء فى نيفادا قد وجدت أن معدل إيجابية كورونا فى مقاطعة واشو بالولاية قد زادت بشكل كبير خلال فترات الدخان الكثيف لحرائق الغابات. وسعت دراسة هارفارد إلى تحديد العلاقة عبر مجموعة واسعة من المقاطعات فى الغرب الأمريكى.
نيويورك تايمز: الانهيار السريع فى أفغانستان ضربة جديدة لمصداقية أمريكا
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الانهيار السريع لأفغانستان يثير بالفعل تذمرا بشأن مصداقية أمريكا، مما يضاعف من جراح سنوات ترامب ويعزز فكرة أن دعم واشنطن لحلفائها ليس بلا حدود.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقدم طالبان الخاطف يأتى فى وقت كان فيه الكثيرون فى أوروبا وآسيا يأملون أن يعيد الرئيس بايدن ترسيخ الوجود الأمريكى فى الشئون الدولية، خاصة وأن الصين وروسيا تتجهان إلى توسيع نفوذهما. والآن، من المحتم أن يثير تراجع أمريكا الشكوك.
ويقلو فرانسوا هايسبورج، محلل شئون الدفاع الفرنسى: عندما يقول بايدن أن أمريكا قد عادت، سيقول كثير من الناس، نعم أمريكا عادت إلى الوطن، وقلة هم من سيتحدون ضد الولايات المتحدة لوقف مشروع فاشل. أغلب الناس سيقولون إن هذا كان ينبغى أن يحدث منذ فترة طويلة، لكن على المدى الأطول، فإن فكرة عدم إمكانية الاعتماد على الأمريكيين ستصبح أكثر عمقا بسبب أفغانستان.
بينما قال توم توجيندهات، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس البرلمان البريطانى، إن الانسحاب المفاجئ من أفغانستان بعد 20 عاما وكثير من الاستثمارات فى البشر والجهود ستجعل حلفاء أمريكا حول العالم يتساءلون عما إذا كان عليهم أن يختاروا بين الديمقراطيات والاستبداد، ويدركون أن بعض الديمقراطيات لم يعد لديها قوة بقاء.
الصحف البريطانية:
إندبندنت: منفذ هجوم بليموث استعاد ترخيص سلاحه الشهر الماضى فقط
قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن جيك دافيسون، منفذ إطلاق النار فى مدينة بليموث جنوب غرب إنجلترا يوم الخميس الماضى، قد استعاد ترخيص سلاحه قبل أسابيع من ارتكاب الهجوم الذى أسفر عن مقتل خمسة أشخاص قبل أن يقتل نفسه، وذلك بعدما تم سحبه منه فى ديسمبر الماضى بعد مزاعم باعتداء، وفقا لمنظمة مراقبة شرطية.
وأوضح المكتب المستقل لسلوك الشرطة أنه سيحقق فى قرار شرطة ديفون وكورنوال ذات الصلة بامتلاك دافيسون للسلاح والترخيص. وقال أحد سكان بليموث أن عائلة دافيسون سعت لعلاجه من المشكلات النفسية والعقلية التى كان يعانى منها. وسيواجه المخبرون أيضا أسئلة عن قرارهم التعامل مع الهجوم الذى كان أسوأ حادث إطلاق نار فى بريطانيا منذ عقد على أن حادث محلى وليس هجوم إرهابى، بحسب ما قالت صحيفة الجارديان. وصرحت مصادر مساء أمس الجمعة أن الدوافع الرئيسية التى يجرى التحقيق بشأنها كانت كراهية النساء ومشكلات فى الصحة العقلية.
وقتل دافيسون فى هذا الحادث والدته ماكسين، البالغة من العمر 51 عاما، وأب وابنته الصغيرة ذات الأعوام الثلاثة، ورجل وامرأة آخرين.
وكانت شرطة ديفون وكورنال قد أوقفت ترخيص السلاح الخاص بدافيسون فى ديسمبر الماضى بسبب مخاوف بشأن مدى ملائمة حمله للسلاح، لكن تم اعتباره مناسبا لاستعادة سلاحه الشهر الماضى. ويحمل دافيسون ترخيصا للسلاح منذ عام 2018.
من ناحية اخرى، قال المراجع المستقل لتشريع الإرهاب ببريطانيا إن الحكومة قد تعتبر التعامل مع من يطلق عليهم Incel، أى الرجال الذين يعربون عن عداوة واستياء تجاه من لديهم علاقات جنسية قائمة، على أنهم إرهابيين لو وقعت مزيد من الهجوم على غرار إطلاق النار فى بليموث.
خبراء بريطانيون: الجرعات المعززة من لقاح كورونا فى الدول الغنية قد تزيد وفيات كورونا
حذر خبراء من أن الجرعات المعززة من لقاحات كورونا للدول الغنية يمكن أن يتسبب فى مزيد من الوفيات حول العالم، بحسب ما ذكرت ححيفة الجارديان البريطانية.
وقالت مجموعة لقاح أكسفورد أن عددا أكبر من الأشخاص حول العالم سيموتون من كوفيد لو رفض القادة السياسيين فى الغرب أن يتحملوا مسئوليتهم عن باقى البشرية بجعل الأولوية للجرعات المعززة لشعوبهم بدلا من مشاركة اللقاحات.
وفى خطاب إلى الجارديان، قال البروفيسور أندرو بولارد، وسيث بيركلى، الرئيس التنفيذى لمجموعة لقاح أكسفورد إن القضية العلمية والصحة العامة المتعلقة بالتعزيز على نطاق واسع لم يتم إثباتها، ويمكن أن يكون لها تداعيات واسعة النطاق فى دول أخرى. وكتبا يقولان إن هذه لحظة هامة لمتخذى القرار، فالجرعات المعززة على نطاق واسع فى دولة غنية يمكن أن يبعث بإشارة حول العالم بان الجرعات المعززة مطلوبة فى كل مكان، وهو ما سيغرق الكثير من جرعات اللقاحات خارج النظام، وسيموت المزيد من الناسب لأنهم لم يحصلوا أبدا على فرصة الحصول على جرعة واحدة.
ولو تم منح الملايين جرعة معززة فى ظل غياب دلالة علمية قوية، فإن التاريخ يتذكر تلك اللحظة التى قرر فيها القادة السياسيين رفض مسئوليتهم عن باقى البشرية فى الكارثة الأكبر فى حياتنا.
ويوم الثلاثاء الماضى، قال وزير الصحة البريطانى ساجد جاويد إن هناك خطط لتقديم جرعات معززة من لقاح كورونا لمن هم فوق الخمسين فى نفس الوقت الذى سيحصلون فيه على لقاح الأنفلونزا. لكن البروفيسور ادم فين، رئيس اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين التى تقدم المشورة للحكومة البريطانية، قال إن مثل هذا التوزيع الواسع ربما ليس مطلوبا، حيث من المرجح أكثر أن الجرعات المعززة ستكون مطلوبة لحماية عدد صغير من الناس الأكثر ضعفا.
وتخطط ألمانيا وفرنسا وإسرائيل جميعا أو بدأت بالفعل فى منح جرعات معززة لمواطنهيا الأكبر سنا، وإن كانت الشروط تختلف من دولة إلى أخرى.