تقدم مستمر تحرزه حركة طالبان داخل الأراضى الأفغانية وسط حالة من القلق والارتباك داخل الإدارة الأمريكية التي قررت رغم الانسحاب، الدفع بـ3 آلاف جندي في محاولة لوقف وتيرة الانهيار التي ألمت بحكومة أفغانستان، وسط تقديرات استخباراتية أمريكية باحتمالات سقوط العاصمة في غضون أيام.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن معظم القوات الإضافية التي من المقرر نقلها إلى أفغانستان للمساعدة في عمليات الإجلاء والنقل من هناك ستصل البلاد بحلول نهاية الأسبوع.
وأكد جون كيربي المتحدث الرسمي باسم البنتاجون في مؤتمر صحفي مساء الجمعة أن القوات المتواجدة في أفغانستان حاليا تواصل توفير الأمن في مطار كابول والسفارة الأمريكية، قائلا: " تعمل قواتنا على توفير الأمن في مطار كابل وسفارتنا في أفغانستان".
وأضاف: "عدد من القوات الأمريكية الإضافية وصل بالفعل إلى أفغانستان"، مشيرا إلى أن فريق الأمن القومي أطلع بايدن على جهود تخفيض عدد المدنيين الأمريكيين في أفغانستان. كما قال إن ثلاثة آلاف من القوات ستصل مع نهاية الأسبوع.
في المقابل، شن مايك بومبيو، وزير خارجية الرئيس السابق دونالد ترامب، هجوماً حاداً علي إدارة بايدن ، قائلاً في مقال نشرته شبكة فوكس نيوز علي موقعها مساء الجمعة إنه اثناء عمله كوزير للخارجية كانت مهمته فيما يتعلق بالإرهاب في أفغانستان في إدارة ترامب لها هدفين فقط، الأول كان محاصرة الإرهاب ومنع انتشاره، والثاني هو عودة الجنود الأمريكيين مجدداً إلى وطنهم، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية السابقة عقدت اجتماعات واضحة ومباشرة مع طالبان "لكننا لم نتلمس الثقة" ، وهو ما دفعنا للتوضيح أن هناك "ثمن سيتم دفعه" إذا ما انتهكت الحركة الحدود الصارمة.
وأضاف بومبيو مهاجما الإدارة الحالية: "اعتبارًا من 29 فبراير 2020 ، اليوم الذي وقعنا فيه على أول اتفاق لنا مع طالبان ، لم يقتل أي أمريكي على يدهم. ليس واحد. واليوم ورد أن إدارة بايدن تناشد طالبان عدم قتل دبلوماسيينا أثناء مغادرتهم. إنه ليس مجرد ضعيف ، إنه خطير".
واستشهد بومبيو بموقف إدارة ترامب مع قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني الذي تم تصفيته، قائلاً: "كان نموذجنا للحفاظ على سلامة الأمريكيين هو الردع وشعارنا كان مع العدو: إذا وضعت أمريكي في خطر، سوف نأتي إلى قريتك ونجدك أنت ووحدتك بأكملها ونجعلها تشهد يومًا سيئًا للغاية حتى تطلب منا التوقف. فكر في قاسم سليماني."
وأضاف بومبيو : اعتمدت استراتيجية هذا الجوهر على التخطيط والتنفيذ لم نبدأ فقط في خفض المخاطر العسكرية المنظمة ، ولكننا بدأنا أيضًا في تقليل عدد الدبلوماسيين في سفارتنا في كابول كل ذلك لتقليل المخاطر. كانت لدينا خطة وكنا مصممين على تنفيذها لتحقيق الهدفين التوأمين اللذين حددهما لنا الرئيس.. وفي المقابل ، يبدو أن فريق بايدن ربما لم يخطط بشكل كاف ويبدو عليهم الذعر. هذا سوف يشجع طالبان ويشجع القاعدة".
وأشار وزير خارجية ترامب الي إن إرسال إدارة بايدن أكثر من 3000 جندي أمريكي إلى أفغانستان هو نتيجة لسوء التخطيط والقيادة السيئة في محاولة تنفيذ عملية تم إعدادها للنجاح من قبل إدارة ترامب.
وتابع : أنا واثق من أن جيشنا يتفهم المهمة المحددة: حماية الوطن من هجوم ينطلق من أفغانستان. لكن هل لدى الإدارة الحالية القدرة لفرض هذه المهمة وإنهاء الحرب في أفغانستان بشكل منظم مع الحفاظ على الردع مع طالبان ضد الهجمات على قواتنا وسفارتنا أثناء انسحابنا؟ وأوضح ان التهديد في أفغانستان ليس من طالبان فقط كما أنها تنبع من السماح لطالبان بتوفير ملاذ آمن للجماعات الإرهابية مثل القاعدة.
واستطرد بومبيو: "عندما تركت المنصب ، كان هناك أقل من 200 من أفراد القاعدة المتبقية داخل أفغانستان. وكان قادة القاعدة قد فروا من أفغانستان بسبب الضغط الأمريكي يجب أن نتأكد من أن عدد الإرهابيين يتقلص فقط.
هجوم بومبيو تزامن مع تحذيرات استخباراتية أمريكية من سقوط وشيك للعاصمة الأفغانية كابول في قبضة تنظيم طالبان، حيث كشفت شبكة سي ان ان الامريكية عن تعليمات أصدرتها السفارة الأمريكية في كابول إلى الموظفين بتدمير المواد السرية وكذلك المواد "التي يمكن إساءة استخدامها" ، وفقًا لإخطار إداري أرسل يوم الجمعة إلى موظفي السفارة
يأتي الإشعار في الوقت الذي تستعد فيه السفارة لسحب عدد كبير من الدبلوماسيين ومع استمرار تدهور الوضع الأمني على الأرض في أفغانستان ، حيث قال مصدر دبلوماسي لشبكة CNN إن أحد التقييمات الاستخباراتية يشير إلى أن كابول قد تكون معزولة من قبل طالبان خلال 3 أيام الى أسبوع.
وقال الإشعار إن المرافق ستوفر "دعمًا للتدمير" يوميًا ودعا الأفراد إلى الاستفادة وتقليل كمية المواد الحساسة في الممتلكات بما في ذلك الأوراق والإلكترونيات.
وقالت "يرجى أيضا تضمين العناصر التي تحمل شعارات السفارة أو الوكالة أو الأعلام الأمريكية أو العناصر التي يمكن إساءة استخدامها في جهود الدعاية"، واكد الإشعار إنه سيكون هناك مجموعة متنوعة من الوسائل لتدمير هذه المواد ، بما في ذلك حاويات حرق ، ومفكك ، ومحرقة
من جانبها صرحت وزارة الخارجية إن هذا جزء من الإجراء القياسي المطبق عند تقليل البصمة الأمريكية، وقال متحدث : "تتبع عمليات السحب في مكاتبنا الدبلوماسية في جميع أنحاء العالم إجراء تشغيل قياسيًا مصممًا لتقليل بصمتنا عبر مختلف الفئات ، بما في ذلك الموظفين والمعدات والإمدادات. تجري السفارة في كابول سحبها وفقًا لإجراءات التشغيل القياسية هذه".
أوضح أحد الدبلوماسيين لشبكة CNN أن الوضع على الأرض يمثل تحديًا كبيرًا للدبلوماسيين الأمريكيين ، الذين يقولون إن الخطط تتغير كل دقيقة.
ومن واشنطن إلى لندن، لم تختلف حالة القلق والارتباك، حيث استبعد رئيس الوزراء بوريس جونسون اللجوء إلى أي خيارات عسكرية في الأراضي الأفغانية، قائلاً عقب اجتماع للجنة الطوارئ الحكومية "كوبرا"، إن المملكة المتحدة ستستخدم الحلول السياسية والدبلوماسية وميزانية المعونات الأجنبية لضمان ممارستها الضغط قدر المستطاع بهذا الصدد"، حسب ما نقلت عنه صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية.
وأضاف: "أعتقد أن أي شخص في الحكومة بكابول سيعترف بأن الغرب والمملكة المتحدة لديهما مصلحة دائمة في ضمان عدم تحول أفغانستان لقاعدة للإرهاب العالمي"، مشيرا إلى أن فكرة الحل العسكري أو القتالي ليس حلّا نتّبعه في الوقت الحالي.
وجاءت تصريحات جونسون على عكس ذلك حذر وزير الدفاع البريطانى بن والاس حركة طالبان فى أفغانستان الذي قال إن قواته يمكن أن تعود إلى هناك إذا شعر الخبراء أن تنظيم القاعدة سيعيد بناء نفسه بعد انسحاب القوات الدولية لمنع البلاد من أن تتحول لبؤرة للإرهاب الذى يهدد العالم خاصة الغرب
ميدانيا ، استولت حركة طالبان ، التي شجعتها النهاية الوشيكة للمهمة القتالية الأمريكية في البلاد ، على أربع عواصم إقليمية أخرى يوم الجمعة ، مما زاد المخاوف من انتقالها قريبًا إلى العاصمة التي يقطنها ملايين الأفغان