كشفت دراسة حديثة عن تعاقد حركة النهضة – إخوان تونس- مع شركات علاقة عامة دولية من أجل تحسين وجه الجماعة، فضلا عن تشويه قرارات الدولة التونسية بقيادة الرئيس قيس سعيد، فيما أكد باحثون أن هذا الأمر هو أسلوب الجماعة من تأسيس من أيام حسن البنا.
وقالت الدراسة الصادرة عن مركز "المستقبل": "يمثل موقف الولايات المتحدة الأمريكية، بمؤسساتها الرسمية وغير الرسمية، عاملاً مهماً فى التأثير على مسار التفاعلات الإقليمية فى الشرق الأوسط؛ ولهذا تهتم بعض الحركات والأحزاب السياسية فى المنطقة بالتحرك على الساحة الأمريكية للتأثير فى موقف واشنطن. وتعد حركة النهضة فى تونس مثالاً واضحاً على ذلك، خاصة أنها تدرك أهمية التأثير فى موقف الإدارة الأمريكية ودفعه لأن يكون فى صالحها خلال أزمتها الحالية مع الرئيس قيس سعيد.
وأضافت :"ومن هذا المنطلق، وعلى الرغم من أن حركة النهضة الإخوانية نفت تعاقدها مؤخراً مع شركة علاقات عامة فى واشنطن، فإن وزارة العدل الأمريكية أكدت تعاقد النهضة مع شركة "بيرسون كوهن وولف" Burson Cohn & Wolfe، يوم 28 يوليو 2021، أى بعد 3 أيام فقط من القرارات الاستثنائية للرئيس سعيد؛ وذلك فى محأولة من الحركة للترويج لروايتها المزعومة عن "الآنقلاب"، وشرح موقفها لإدارة الرئيس جو بايدن والكونجرس ووسائل الإعلام ومراكز ألفكر الأمريكية، الأمر الذى يثير عدة تساؤلات عن أبعاد تحركات النهضة داخل الولايات المتحدة، وما الرسائل التى تحأول توصليها للدوائر الأمريكية، وهل تنجح فى الحصول على تأييد واشنطن فى الأزمة الراهنة؟.
وأوضحت الدراسة أنه لا يمثل تعاقد حركة النهضة التونسية مع شركة "بيرسون كوهن وولف" الأمريكية للعلاقات العامة، أمراً جديداً بالنسبة لتحركات النهضة فى واشنطن، فالحركة تستهدف منذ سنوات الدوائر الأمريكية خاصة النخبة وصانعى الرأي، وفى هذا الصدد قامت النهضة فى سبتمبر عام 2014 بتوظيف شركة "بيرسون مارستيلر" Burson Marsteller، وهى من أكبر شركات العلاقات العامة الأمريكية آنذاك، للقيام بأنشطة علاقات عامة لصالح الحركة، وكان ملفتاً فى ذلك الوقت عدم الكشف عن تفاصيل كثيرة عن طبيعة التعاقد بين الطرفين فى وثيقة العقد الرسمية التى نشرتها وزارة العدل الأمريكية آنذاك، لكنها أشارت إلى أن الشركة سوف تقدم خدمتين لحركة النهضة، هما مساعدتها فى الاتصال الإعلامي، والتواصل مع أصحاب المصلحة الرئيسيين stakeholder outreach قبل الآنتخابات التشريعية، والمقصود هنا المؤثرين فى المؤسسات الأمريكية المختلفة.
واستناداً إلى وثائق وزارة العدل الأمريكية عن أنشطة اللوبى والعلاقات العامة خلال الفترة من سبتمبر 2014 وحتى يونيو 2019، استمرت حركة النهضة التونسية فى التعاقد مع شركة "بيرسون مارستيلر"، وبمبالغ كبيرة مقابل الخدمات الاستشارية. وبلغ إنفاق الحركة على أنشطة العلاقات العامة داخل الولايات المتحدة على مدار نحو 5 أعوام، أكثر من مليون دولار.
وبدوره علق إبراهيم ربيع الباحث فى شئون الحركات الإسلامية على تعاقد حركة النهضة الإخوانية مع شركات علاقات عامة امريكية لتحسين صورتها، قائلا أن فعلتها حركة النهضة فقد فعلها تنظيم الإخوان من قبل فهذا الخائن من ذاك العميل".
وتابع ربيع :" البنية الفوقية لمنظومة القيم الحاكمة لتنظيم الإخوان عبارة عن خرسانة مكونة من الكذب والتضليل وتزييف الحقائق والآنحراف النفسى والاخلاقى والمتاجرة والآنتهازية والاستحلال والاستغلال لكل المقدسات بدءا من الدين مرورا بالأعراض وحتى الدماء والقوى الاستعمارية الآنجلوامريكية قامت بتأسيس تنظيم الاجرام الإخوانى وأعدته إعدادا جيدا ليقوم بالوكالة عنها باحتلال العقل والوجدان العربى وإعادة صياغة الضمير والوعى الجمعى للجماهير من خلال تفكيك علاقة الآنتماء والولاء بين المواطن والوطن وتذويب الهوية الوطنية بشعارات دينية حتى يسهل التلاعب بعقل المواطن وتحويله من مواطن فاعل منتمى حريص على بلادة إلى كائن لا منتمى لا يعنيه الوطن أن تقدم أو تأخر بل يسعى جاهدا لتدميره ذاتيا وفى سبيل ذلك قامت برعاية هذا التنظيم الاجرامى ماديا وسياسيا وايواءا وتدريبا لكوادره".
وأضاف :" لتحسين صورة هذا التنظيم الاجرامى وتسويقه وبيع منتجاته للجماهير العربية، قام التنظيم الدولى للإخوان بالتعاقد شركات متخصصة فى اختراق العقول والوجدان منذ 2005 والتنظيم متعاقد مع شركات علاقات عامة امريكية وأوروبية، ثم تم تكثيف التعاقد فى 2013 بالتعاقد مع 7 شركات علاقات عامة امريكية واروبية 4 بتمويل قطرى و3 بتمويل تركي".
وقال "ربيع":"هذه الشركات تعمل من خلال جيش ميدانى من الاعلاميين والقنوات ألفضائية والصحفيين والصحف اليومية والاسبوعية والمواقع الاخبارية وغير الاخبارية وتدير مئات الالاف من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى ويتعأون مع هذه الشركات خبراء متخصصون فى شتى العلوم ( علم النفس وعلم الاجتماع وعلم السياسة وعلم الاقتصاد ) وخبراء فى صناعة الحدث وتوظيفه وخبراء فى صناعة الصورة والخداع البصري".
وأوضح أنه ومن المعلوم تاريخيا وواقعيا أن الاخونة جنسية وديانة كما قال حسن البنا فى رسالة التعاليم التى هى التلمود الإخوانى الموازى للقرآن الكريم حيث قال ( اسلام الإخوان دين ودولة ووطن وجنسية كما هى جهاد ودعوة ) وعليه فمن ينتسب لتنظيم الاجرام الإخوانى يتبرأ من جنسية وطنه الاصلى ويعتبرها مكان اقامة سواء كان هذا الوطن مصر أو تونس أو المغرب أو ليبيا أو سوريا أو اليمن ... الخ كلهم عقيدة وأحدة كما نرى الغنوشى زعيم التظيم الإخوانى فى تونس ليس غريبا على هذه الاجواء التآمرية فقد تم تجهيزه منذ زمن صعد نجم راشد الغنوشى كأحد أبرز وجوه الإخوان ن فى المغرب العربى وكان زعيم تنظيم النهضة التابع للإخوان فى تونس وبعد اعتقاله والضغوط التى مورست على الحكومة التونسية لاطلاق سراحه والسماح له بالتوجه إلى فرنسا كلاجئ سياسى وعينه التنظيم العالمى للإخوان المسلمين كقناة اتصال مع الغرب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة