مهنة صيد الأسماك، مهنة قديمة قدم الإنسان تمثل للكثيرين حرفة ومصدر للرزق، ولكنها باتت هواية يمارسها البعض في وقت فراغهم، للاستمتاع بالهواء الطلق والتأمل في الطبيعة والبعد عن ضغط العمل وزحمة الحياة.
هواية الصيد هي مدرسة تربوية تهذب النفس البشرية وتعلمها الصبر والمثابرة والهدوء وتحسن من الحالة المزاجية، تساعد على الانعزال عن ضغوط الحياة المستمرة والمشكلات الحياتية، تحسن الحالة الذهنية، وتقضي على رتابة الحياة، وتسهم في إكساب الفرد العديد من الأخلاقيات الحياتية وأولها إيقاظ الضمير من خلال إعادة صغار السمك إلى الماء في حالة صيدها للحفاظ على الثروة السمكية، والوفاء والرحمة بالسمك دون تجريحه أو إيذاءه عند إخراج الصنارة من الماء إيمانا بقيمة وأهمية الحياة المائية.
فن شياكة وروقان.. هكذا يمارس صيادو الأسماك هوايتهم والهدوء يسيطر عليهم شاكين همومهم ومعبرين عن حالهم فيحمل كلا منهما صنارته سالكا طريقه للنيل على طريق المنصورة سلكة بمحافظة الدقهلية مبتعدا عن الضجيج في سبيل البحث عن الراحة الأبدية، فيقول السيد سعد أحد هواة الصيد، والذي يبلغ من العمر 53 عاما، إن صيد الأسماك بالنسبة له حب وغية، فيهوى صيد الأسماك منذ أن كان في عمر الاثني عشر.
وأضاف السيد، أنه يذهب للصيد يوميا على النيل بطريق المنصورة سلكة أجا بمحافظة الدقهلية، بعد أن ينهي عمله في مجال بيع الخضروات والفواكه الساعة الرابعة عصرا ليريح أعصابه ويبتعد عن المشاكل بدلا من الجلوس على المقاهي.
وقال السيد، إن بالرغم من مكوثهم لساعات طويلة أمام النيل في شدة الحرارة وطيلة الانتظار وقضائه أحيانا أياما عديدة دون أن يصطاد شيئا وعدم ضمان صيد السمك في كل مرة وعدم تناوله للسمك إلا أنه لا يتأثر بتلك الظروف لأن هدفه ليس اصطياد السمك فكثيرا ما يعيد السمكة للنيل بعد اصطيادها إن كانت صغيرة بل يكمن هدفه في الإستمتاع وقضاء وقت فراغه في عمل مفيد.
وقال السيد، إن حبه الشديد للصيد كان سببا في استخراجه لرخصة صيد تعطيه الحق في ممارسة هوايته في إطار قانوني.
وأضاف السيد، أنهم يصطادون سمك البلطي والقراميط وأنواع أخرى بطُعم اللانشون أو أمعاء الطيور أو الخبز أو العنب، وأن أفضل أوقات الصيد تكون في المساء، حيث يصفو النيل والسمك يكون هادئا وفي حالة صيد السمك بالغلة تكون فترة العصر أفضل توقيت للصيد.
وأضاف السيد، إن للصيد أصول وقواعد تتمثل في استخدام سنارتين وغلة وطعم لصيد السمك عن طريق الفم، مما لا يجرح أو يؤذي السمكة وهذا يمكنه من إرجاعها مرة أخرى للنيل في حالة كانت صغيرة الحجم، أما هناك من يقوم بالصيد الخاطئ عن طريق "التشميط" وهي طريقة لصيد الأسماك بدون وجود طعم عن طريق إدخال الصنار في جسم السمكة مما يؤذي ويجرح الأسماك الصغيرة ويضر بالثروة السمكية.
وأشار السيد إلى أنهم كهواة صيد يواجهون العديد من المشاكل التي تقيدهم من ممارسة هوايتهم في كثير من الأحيان، كقيام الكثيرون بإلقاء القمامة والأكياس البلاستيكية في النيل، وقال نجاح محمد أحد هواة الصيد، إنه يذهب للصيد يوميا من أجل المتعة وراحة البال، وإن الوقت المفضل عنده للصيد هو فترة العصر.