سعيد الشحات يكتب:ذات يوم..2 أغسطس 1964فيلم ..«أدهم الشرقاوى» بالسينما يصطدم بملحمته ومواله فى الإذاعة.. وعبدالحليم حافظ ومحمد رشدى يتنافسان ويترقبان

الإثنين، 02 أغسطس 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب:ذات يوم..2 أغسطس 1964فيلم ..«أدهم الشرقاوى» بالسينما يصطدم بملحمته ومواله فى  الإذاعة.. وعبدالحليم حافظ ومحمد رشدى يتنافسان ويترقبان محمد رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجحت ملحمة "أدهم الشرقاوي" في الإذاعة المصرية عام 1962 نجاحا مدويا، وتجددت معها نجومية المطرب محمد رشدي بعد أن توقفت عند أغنيته "مأذون البلد" التي قدمها يوم 22 مايو 1952..فرض نجاح الموال وصعود "رشدي" من جديد وجود موجة "الأدهم" التي استمرت شهورا طويلة، واضطر عبدالحليم حافظ لدخولها عبر السينما بفيلم"أدهم الشرقاوي" عام 1964، لكن الفيلم انطبق عليه مثل:"تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن".
غني "رشدي" 85 موالا في "ملحمة أدهم" التي كان يذيعها الراديو بعد صلاة كل جمعة بعنوان "الملحمة الغنائية– أدهم الشرقاوي"..تأليف محمود إسماعيل جاد، فكرة وإخراج يوسف الحطاب، الموسيقي التصويرية ليوسف الظاهري، والأغاني لعائشة حسن وعصمت عبد العليم، وبطولة، محمد السبع، كريمة مختار، أحمد أباظة، زوزو ماضي، فرج النحاس، روحية خالد، عبدالغني قمر.

غني رشدي الموال بمطلع :"منين أجيب ناس لمعنات الكلام يتلوه..شبه المؤيد إذا حفظ العلوم وتلوه.. الحادثة اللي جرت علي سبع شرقاوي..الاسم أدهم لكن النًقب شرقاوي..مواله أهل البلد جيل بعد جيل غنوه"..يتذكر رشدي في مذكراته التي أملاها عليِ وأعطيتها عنوان"محمد رشدي..موال أهل البلد غنُوه" :"كل المصريين في المدن، في القري، في النجوع، كانوا يعدُون علي أصابعهم أيام الأسبوع من الجمعة للجمعة، ينتظرون مصير أدهم، وإيه اللي هيحصل له، أول مرة يسمعوا غناء فيه شخصيات من لحمهم ودمهم، نجحت الملحمة، ونجح الموال واستيقظت أنا من قبري".

االنجاح الهائل للملحمة والموال خلق"موجة الأدهم"، ودخلتها السينما، حيث قرر رمسيس نجيب إنتاج فيلم "أدهم الشرقاوي"، قصة زكريا الحجاوي، وسيناريو وحوار سعد الدين وهبة، إخراج حسام الدين مصطفي، بطولة عبدالله غيث وشويكار وعبدالورث عسر ولبني عبد العزيز وصلاح منصور وسميحة أيوب، وغناء عبدالحليم حافظ دون ظهوره، وصاحب الفيلم كتابات صحفية عنه، كتب جليل البنداري في "أخبار اليوم" بعنوان "مع أدهم وخضرة ونقيب الصعاليك"، يدعو المشاهدين إلي سهرة تليفزيونية تقضيها مع برنامج "نجمك المفضل" تقديم ليلي رستم، وإعداد مفيد فوزي.

في السهرة يظهر"عبدالله غيث ممثل دور"أدهم" ومرسي جميل عزيز مؤلف أغاني الفيلم، وزكريا الحجازي مؤلف القصة، ويذكر البنداري ظروف إسناد الأغاني إلي عبدالحليم قائلا:" انتهي تصوير الفيلم وخرج آخر مليم من جيب رمسيس نجيب، ولم يبق سوي اختيار المذيع الذي يروي أحداث القصة، ويعلق عليها، ونام المنتج المفلس، واستيقظ من النوم علي فكرة تساوي ألوف الجنيهات، فكر في أن يتولى عبدالحليم دور المذيع أوالراوي للفيلم، وعندما عرض الفكرة علي عبدالحليم، قال له:أنا مطرب ولست مذيعا، فقال له :أنا عاوزك تقول الموال بصوتك، وتحمس عبدالحليم، فقد كان وهو طفل يستحم في ترعة "الحلوات" بالشرقية يترامي إلي أذنيه موال أدهم من المقاهي البلدية، بأصوات شعبية علي الربابة والأرغول، وفي الموالد والأعياد كان يستمع إلي أولئك الفنانين الذين خلَدوا الموال وقصة أدهم ونشروها في كل مكان حتي أصبحت أسطورة من الأساطير".

غير أن"رشدي" يذكر ظروف غناء عبدالحليم فقط في الفيلم بطريقة مختلفة.. يقول:"كان عبد الحليم في لندن، وبعد عودته وجد الإعلام والناس مشغولة بموال أدهم ومحمد رشدي ..عبدالحليم كان ذكيا ويعرف مخاطبة المزاج العام، فقرر أن يقبل عرض رمسيس نجيب بالغناء في الفيلم دون أن يظهر فيه، ولما نزل أعطاني فرصة عمري بعقد المقارنات بيني وبين موالي في الإذاعة..لم ينجح الفيلم جماهيريا بالقدر المتوقع..في رأيي أن عبدالحليم أخطأ  في حاجات فنية، أسند تأليف الأغاني إلي مرسي جميل عزيز، والألحان إلي محمد الموجي، والتوزيع إلي علي إسماعيل..كل هؤلاء عظام لكنهم ألفوا ولحنوا، وأنا لم أؤلف، ولم ألحن ..نقلت بالضبط اللي بيقوله الناس في الموال، غنيت زي ماغنوا..أديت بنفس الآلات الشعبية، الأرغول، الناي، الدف..التزمت حرفيا بالشعبية، بالفلكلور، بالتراث، بأصل الموال، ولم استعمل آلات كما استعمل عبدالحليم، كل هذا أدي إلي انتقال الشعبية إلي أرضيتي في المقارنة بين غنائي للموال وغنائه في الفيلم".

لم يترقب "رشدي" وحده فيلم "أدهم الشرقاوي"..كان"يوسف الحطاب" مخرج الملحمة في الإذاعة وصاحب فكرتها يراقب أيضا، وقرر المواجهة وفقا لجريدة "الأخبار"، 2 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1964..قالت:"يوسف الحطاب مراقب عام التمثيليات بالإذاعة لجأ للقضاء حماية حقوقه في قصة "أدهم الشرقاوي"..قال في عريضة الدعوي أنه صاحب فكرة الملحمة الشعبية "أدهم الشرقاوي"، وأول من قدمها كفن درامي بالإذاعة.. وقدم مذكرة إلي إدارة الشئون القانونية بالإذاعة، قال فيها أنه سجل الفكرة باسمه سنة 1959، وأخرجها بالإذاعة، ثم أُخرجت بعد ذلك للسينما، فجاءت صورة طبق الأصل من التمثيلية الإذاعية، وذكر علي سبيل المثال 12 تشابها بين التمثيلية والفيلم"










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة